في إطار الاحتفال بـ"عام الخمسين" والمحافظة على الشجرة التي تعتبر من الرموز الثقافية للدولة

“زايد العليا لأصحاب الهمم” تسجل 4 أشجار غاف معمرة في قاعدة بيانات “بيئة أبوظبي”

الإمارات

 

 

 

 

احتفت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بتسجيل وتوثيق أعمار أربع من أشجار الغاف الموجودة داخل وحدة التأهيل الزراعي التابعة للمؤسسة بمنطقة بني ياس، في قاعدة بيانات هيئة البيئة في أبوظبي التي قدرت أعمار هذه الأشجار بما يزيد على الخمسين عاما لكل شجرة.

جاء ذلك في إطار الاحتفال بعام الخمسين واحتفاء بالمحافظة على شجرة الغاف الشجرة الوطنية لدولة الإمارات والتي تعتبر من الرموز الثقافية التي أولى لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” اهتماماً كبيرا.ً
التوثيق والتسجيل شمل الشجرة رقم 0101 من قبل هيئة البيئة في أبوظبي، والشجرة رقم 0102 من قبل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، والشجرة رقم 0103 من قبل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والشجرة رقم 0104 من قبل وزيرة التكامل الاجتماعي في موريشيوس.

حضر الفعالية التي أقيمت بمقر وحدة التأهيل الزراعي بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية باليوبيل الذهبي لقيام دولة الاتحاد الشامخة، معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، وسعادة عبدالله عبد العالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وأحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة في أبوظبي، ولفيف من القيادات بالمؤسسة، إضافة إلى خمسة من أصحاب الهمم الذين عاصروا تدشين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمركز في القرن الماضي، وجرى إلحاقهم بوظائف في المركز بأوامر من المغفور له.

وشاركت معالي فظيلة جيوا دورو، وزيرة التكامل الاجتماعي والتضامن الإجتماعي والتضامن الوطني ونائب رئيس الوزراء السابق بجمهورية مورشيوس في توثيق أشجار الغاف من خلال قيامها بتثبيت لوحة التوثيق 0104 على شجرة من الأربع شجرات على هامش زيارتها لمقر وحدة التأهيل الزراعي التابعة لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بمنطقة بني ياس.
وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي: “تعتبر شجرة الغاف من الأشجار الوطنية الأصيلة في الدولة وتعد رمزاً للصمود في الصحراء، كما أنها قيمة ثقافية كبيرة في دولة الإمارات وتقترن بهوية الدولة وتراثها، فقد أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” شجرة الغاف أهمية بالغة، وأصدر قوانين وتعليمات بمنع قطعها في جميع أنحاء الدولة، حيث لديها مكانة مميزة عند أفراد المجتمع والمواطنين بشكل خاص لاسيما أنها شهدت التحولات التاريخية في الإمارات وأهم الاجتماعات واللقاءات، واتخذت تحت ظلالها أصعب القرارات المهمة في سبيل ارتقاء بالوطن وتوريثه للأبناء”.

وأضاف معاليه: “إن الاحتفاء بتوثيق أربع من أشجار الغاف المعمرة تعد خطوة مهمة في مناسبة استثنائية تشهد احتفالات أبناء الوطن باليوبيل الذهبي وبمرور 50 عاماً من النجاح والازدهار والتنمية، مؤكدا أن العهد مستمر عبر التعاون والتكاتف بين جميع المؤسسات والأفراد في الدولة، من أجل المحافظة على شجرة الغاف وعلى كل أشجارنا المحلية والتي تعتبر إرث ورمز وهوية تعكس الإصرار والعزيمة على التنوع والتعايش بين أفراد المجتمع”.

من جانبه قال سعادة عبد الله عبد العالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: “إننا نفخر في المؤسسة بامتلاكنا عدداً من أشجار الغاف المعمرة التي تكتسب أهمية بيئية واجتماعية بمقر وحدة التأهيل الزراعي التابعة للمؤسسة بمنطقة بني ياس، واليوم نجحنا من خلال التواصل مع هيئة البيئة في أبوظبي بعمل تقييم لتحديد أعمارها وشمل ذلك عدد أربع أشجار معمرة بحالة جيدة. حيث تعمل الهيئة على إعداد لوحات ترقيم للأشجار سيتم تركيبها عليها بعد تسجيلها ضمن قاعدة البيانات الخاصة بالهيئة. وخلال عملية التقييم فقد تم تقدير أعمار هذه الأشجار بما لا يقل عن 50 عاماً لكل شجرة”.
وأضاف أنه من منطلق حرصنا على حماية أشجار البيئة المحلية المعمرة التي ارتبطت بإنسان الإمارات منذ القدم، ومن أهمها شجرة الغاف، أقيمت الاحتفالية بأشجار الغاف التي تعد شاهدا على إنجازات وتوجهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، ويسرنا الاعلان عن هذا التوثيق متوافقا مع اختيار الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف “COP28″ عام 2023، خاصة أن هذا الاختيار يتزامن مع استعدادنا للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات.

وأشار سعادة عبد الله الحميدان إلى حرص المؤسسة على مشاركة أصحاب الهمم الذين عاصروا تدشين المعفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمركز الزراعي في القرن الماضي، وجرى إلحاقهم بوظائف في المركز بأوامر من المغفور له، مؤكداً أن الإيمان الراسخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في دمج وتمكين أصحاب الهمم من خلال توظيفهم ليكونوا فاعلين ومنتجين في تنمية الدولة والأهم كانت نظرته ان يبدأ حياته الاجتماعية وإمكانية الزواج وتكوين الاسرة.

وأوضح أن اشجار الغاف الموجودة بالمركز شاهد على اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحبه العميق للطبيعة، وحرصه الشديد على حماية البيئة والحفاظ عليها، ومن ضمن أعماله الخالدة – كحاكم لأبوظبي – تشجيعه ودعمه للزراعة، والتوسع في نشر الرقعة الخضراء لكبح جماح ظاهرة التصحر.
وقال ” وحدة التأهيل الزراعي بالمؤسسة، الأولى من نوعها في العالم الذي يجري فيها توظيف قدرات أصحاب الهمم باستخدام النظم الزراعية الحديثة بهدف تدريبهم على أصول ومهارات المهن الزراعية وإكسابهم استقلالية مهنية تمكنهم من العيش والاعتماد على النفس، وقد أنشأت كمركز زراعي العام 1994 وبتوجيهات سامية من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ثم انتقلت تبعيته إلى مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم العام 2004″.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام للهيئة البيئة في أبوظبي تعتبر شجرة الغاف من الرموز الثقافية والإرث الوطني لدولة الإمارات، إذ تمتلك قدرة عجيبة على التأقلم المثالي مع البيئة الصحراوية القاحلة للدولة، وهي من الأشجار دائمة الخضرة، وتمتاز بقدرتها على مقاومة الجفاف، في ظل ندرة هطول الأمطار. ولأشجار الغاف استخدامات وفوائد طبية عديدة وفوائد أخرى تتضمن استخدام أجزاء منها للغذاء، والبناء وزيادة خصوبة التربة.

وأضافت: “تحظى أشجار الغاف بمكانة خاصة في التراث الإماراتي. وقد أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” اهتماماً كبيراً لشجر الغاف وتنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، قمنا في هيئة البيئة بوضع تدابير من أجل حماية هذه الأشجار الوطنية والحفاظ عليها، حيث تم زراعة ما يقرب من 6 ملايين شجرة منه في الغابات في إمارة أبوظبي والتي أصبحت تشكل ما نسبته 31% من مجمل الاشجار المزروعة في الغابات هذا بالإضافة إلى تسجيل ما يقرب من 54 ألف من أشجار الغاف التي تعيش في بيئاتها الطبيعية في الأجزاء الشرقية من الإمارة مع وجود عدد قليل منها في الربع الخالي. كما أطلقت الهيئة مؤخرا مشروعا طموحا ينفذ لأول مرة يهدف إلى إحصاء وترقيم الأشجار المحلية المعمرة والمهددة في البيئات والموائل الطبيعية المنتشرة على مساحة إمارة أبوظبي بما فيها أشجار الغاف”.

وأوضحت أن أشجار الغاف التي تم تسجليها في وحدة التأهيل الزراعي التابعة لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بمنطقة بني ياس، والتي قدر بعمرها بأكثر من 50 عاما، لها أهمية خاصة فبالرغم من الأحوال الجوية والبيئية القاسية ظلت هذه الأشجار صامدة على مدى سنين طويلة لتأكد على مكانة هذه الشجرة في حياة الإماراتيين الذين يتقنون كل شيء عن تفاصيل حياتها، بدءاً من نمو بذرتها وتفتح أزهارها، وحتى مراحل نموها المتأخرة التي قد تصل لأكثر من 200 عام. فالإمارات والغافة لا ينفصلان بعدما أصبحت في شموخها رمزاً وطنياً لما لها من ارتباط وثيق بحياة الآباء والأجداد.

من جانبها أشادت معالي فظيلة جيوا دورو، وزيرة التكامل الاجتماعي والتضامن الإجتماعي والتضامن الوطني ونائب رئيس الوزراء السابق بجمهورية مورشيوس بجهود دولة الإمارات بصفة عامة وجهود مؤسسة زايد العليا بصفة خاصة في تقديم كل سبل العناية والرعاية والتأهيل لفئات أصحاب الهمم والحرص على تقديم كل ما هو جديد على مستوى العالم في هذا المجال لتلك الفئات لتمكينهم ودمجهم في المجتمع، واكدت اعجابها الشديد بزيارة المؤسسة والمراكز التابعة لها مركز ابوظبي للرعاية والتأهيل والاطلاع على نشاط أصحاب الهمم في مجال الزراعات العضوية بمركز زايد الزراعي، مشيرة إلى أن منشآت المركز وما يضمه من أقسام يعمل بها أفراد أصحاب لهو مفخرة للجميع.

جاء ذلك خلال زيارة معالي الوزيرة لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، واستمعت وأعضاء الوفد الزائر لشرح موجز من سعادة عبدالله عبد العالي الحميدان أمين عام المؤسسة عن تاريخ إنشائها والخدمات التي تقدمها لفئات أصحاب الهمم وأعداد المستفيدين من تلك الخدمات وما تقدمة قيادة الدولة من دعم لامتناهي لتلك الفئات، مشيراً إلى سعي مؤسسة زايد وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بالعمل تقديم أرقى وأحدث سبل الرعاية والتأهيل لتلك الفئات والعمل لاستقطاب أفضل التقنيات والتجارب العالمية في هذا المجال.

وأعربت معالي فظيلة جيوا دورو عن امتنانها للحفاوة والتكريم خلال زيارتها المؤسسة، وخلال جولتها في مختلف الأقسام، وأكدت أن ذلك سيكون له بالغ الأثر في تعزيز أطر التعاون بين مؤسسة زايد العليا وبين بلادها.

وقالت: “هذه الزيارة التي قمنا بها أتاحت لنا الفرصة للاطلاع على الأنشطة والمشاريع التي صممت لتأهيل أصحاب الهمم، حيث ناقشنا خلال الزيارة أوجه التعاون المشترك، والاستفادة من خبرات “زايد العليا لأصحاب الهمم” في العديد من البرامج والمشروعات الناجحة ونقلها إلى موريشيوس، حيث سنسعى لتوطيد علاقاتنا مع المؤسسة في هذا الإطار”. وام


تعليقات الموقع