بقلم: محمد خلفان الصوافي

لماذا الإمارات وليس غيرها

الرئيسية مقالات

الإمارات دولة تتنامى بشكل مستمر وتنتقل من مرحلة إلى أخرى بثقة ورؤية حتى في أوقات الأزمات والتحديات

 

 

تفسيرنا الوحيد، وربما يشترك معنا فيه الكثيرون، أن تكرار مجيء دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً من بين البلدان المفضلة للعيش عند الشباب العربي على مدى إحدى عشرة عاماً على التوالي حسب استطلاع أصداء “بي سي دبليو” الذي صدر يوم الأربعاء الماضي هو: تعلق الشباب العميق بدولة عُرف عنها “صناعة الأمل” للإنسان وإتاحة فرص العيش الكريم. هذه المطالب التي يتمناها أي فرد العالم.

هذا التعلق برغبة العيش في الإمارات يزداد في كل مرة بقوة وترتفع نسبته مع مرور الوقت. ما يعني أنه رغم تغير الزمن إلا أن القناعة تبقى ثابتة وراسخة. والملفت أن الولايات المتحدة جاءت في المرتبة الثانية مع أنها يطلق عليها “أرض الأحلام” وجاءت كندا في المرتبة الثالثة ثم فرنسا، والدول الثالث الأخيرة وفق معايير من يدعون الحرية والديموقراطية هي الأولى فيها.

بالنسبة لي لن يكون سراً أفشيته، أن هذه النتيجة ستكون هي نفسها وأن الإمارات ستحتل المركز الأول لو وّسعت دائرة الاستطلاع جغرافياً ليشمل كل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالعارفين بما تفعله الإمارات منذ تأسيسها يدركون أن معادلتها تقوم على: التنمية من أجل خدمة الإنسان.

عاطفياً قد تكون دولة الإمارات هي الأقرب للشريحة العربية التي أجريت عليها الاستطلاع مقارنة مع باقي دول العالم، باعتبار أن الإنسان العربي ميَال دائماً لأساليب العيش التي تتسم بالمحافظة المجتمعية خاصة لو كان ذو أسرة، وقد يكون السبب أيضا شعور الإنسان العربي بالفخر لتجربة تنموية عربية ناجحة يجد أنها “تمثله” أنها تعبر عن طموحاته وبالتالي فالعيش فيها وكأنه في بلده الثاني. وتكاد أن تلامس هذا الشعور لدى الأشقاء العرب المقيمين في الإمارات إذا ما تحدثت معهم. لكن أعتقد أن البيئة المجتمعية التي خلقتها دولة الإمارات للعيش المشترك لكل الناس في العالم فهي دولة “مضياف” وهو السبب الأكثر ترجيحاً. وهناك شواهد تدل على الإمارات دولة جاذبة للعيش فيها وأولها وجود أكثر من 200 جنسية فيها يمثلون كل شرائح العالم.

لن أُتهم بالمبالغة، من العقلانيين ومن يفكرون بالمنطق إذا ما قلت إن دولة الإمارات أقرب إلى شعوب العالم من ناحية “السلام والاستقرار” أكثر من غيرها من البلدان وهي تأتي قبل التنمية ولا يتحقق بدونها الآمال. وهو ما يعني أن هناك أسباب كثيرة وعوامل تدفع بالإنسان في أي بقاع الأرض لتفضيل العيش في الإمارات ولنا في “إكسبو 2020” دبي تجربة من خلال ما شهدناه من تأثيرات عاطفية على المغادرة بعد انتهاء فعالياته. وإذا جاز لنا في إضافة الأسباب أن الإمارات دولة تتنامى بشكل مستمر وتنتقل من مرحلة إلى أخرى بثقة ورؤية حتى في أوقات الأزمات والتحديات التي تتقلص خلالها الفرص لدى الدول الأخرى. فهي تكبر من حيث المكانة والتموضع الاستراتيجي في الخارطة الإقليمية والعالمية بشكل مستمر وتنشط لخدمته شعوب المنطقة الذين صوت البعض على الاستطلاع.

إذا كانت نتيجة الاستطلاع لمدة عقد من الزمن هي نفسها فإننا نكون بصدد سؤال فلسفي لا يحتاج إجابة لأن الاستطلاع أصدق أدوات قياس النجاح. وستبقى قصة نجاح ملهمة للعرب وغيرهم.

السؤال هو: هل تسجيل دولة الإمارات لهذه النتيجة صدفة أو لأنها اقتنعت بما حققته من نجاحات سابقة أم لأن القيادة الإماراتية تدرك أن الوصول إلى القمة لا يعني نهاية المطاف بقدر ما يعني الحفاظ على المقدمة والتفوق فهو التحدي الحقيقي؟!

 

 


تعليقات الموقع