قمة القلب الواحد

الإفتتاحية

 

 

المظاهر الاحتفالية العارمة التي تعم سلطنة عمان الشقيقة على المستويين الرسمي والشعبي بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، على رأس وفد رفيع، وما واكبها من مراسم استقبال مهيبة .. تعكس اعتزاز واحتفاء السلطنة بضيفها الكبير وتتجلى فيها أبهى صور التآخي كما أكد سموه مبيناً أن: “العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة، لها طابعها الخاص فهي تمتد في نسيج اجتماعي وثقافي واحد وتستند إلى أواصر الأخوة العميقة والجيرة الطيبة والتداخل العائلي والأسري.. بجانب قاعدة كبيرة ومتنوعة وثرية من المصالح المشتركة”.

مباحثات صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال القمة مع أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان، تثبت أن الإمارات وعمان على قلب واحد لخير البلدين في الرفعة والمجد والتقدم والازدهار ومدى العزيمة لتكون نتائج التعاضد انعكاساً لما يجمع الشعبين من وشائج المحبة والقربى والتآخي والروابط الضاربة في عمق التاريخ، حيث نوه سموه بـ”نهج التواصل الأخوي الأصيل الذي تحرص عليه قيادة دولة الإمارات وسلطنة عمان منذ تأسيسهما”، وأكد أن “الإمارات تعمل مع كل ما من شأنه تقوية منظومة العمل الخليجي والعمل العربي المشترك وحريصة على العمل مع أشقائها وفي مقدمتهم سلطنة عمان في هذا الخصوص”.

العلاقات بين الإمارات وعُمان والارتقاء الدائم بها أولوية لدى الدولتين لما تتميز به من خصوصية وتكامل وتكاتف ورؤية مشتركة ومستدامة وشاملة في انعكاس للحلمة الواحدة، وهي التي تؤكدها القيادة الرشيدة في كل من الدولتين وتجسد ما تتسم به من ثقة ورؤى وعزيمة تجيد التعامل مع المستجدات والأحداث الصعبة التي تشهدها الساحة العالمية، ومن هنا تكتسب القمة الأخوية أهمية مضاعفة سواء من حيث التوقيت أو القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة والتنمية بالإضافة إلى الأوضاع الخليجية والمستجدات الإقليمية والدولية.

القمة التاريخية تبشر بمرحلة متقدمة من العمل الأخوي نحو مراحل أرحب تحمل الخير للدولتين الشقيقتين، واستمرار البناء على إرث كبير من النتائج المشرفة، ومن خلال تقارب جغرافي وشعبي وثقافي لتوطيد التعاون برؤية حديثة تضيف إلى زخم التنمية ما يرتقي إلى التطلعات المتبادلة، وتدعم جهود مواجهة التحديات عبر السياسات الحكيمة التي تنتهجها الدولتين وما يميزها من العمل بروح جماعية ومن منطلق القيم الإنسانية الداعمة للسلام والتآخي والانفتاح والاستقرار.

في كل مكان يحل فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه” ترافقه قلوب وعقول شعبه.. الوالد والقائد والزعيم ومكانة سموه التي تتجسد فيها هيبة الوطن لدى كافة الدول والأمم الشقيقة والصديقة كقائد عالمي يعمل لخير الجميع ويعزز الانفتاح والتعاون.


تعليقات الموقع