احتفالية ثقافية عالمية

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي كاتبة إماراتية

 

يلعب الكتاب دوراً كبيراً في تعزيز ثقافة القراءة وجعلها ركيزة أساسية لبناء المعرفة لدى أفراد المجتمع، حيث ساهمت الدولة منذ نشأتها على تشجيع القراءة من خلال توفير المكتبات العامة في المدارس والجامعات والكليات والمراكز الثقافية وغيرها، كما حرصت على تنظيم معارض الكتب السنوية التي تلاقي رواجاً كبيراً من الجمهور بمختلف فئاتهم ومنها “معرض الشارقة للكتاب” وتأتي الدورة 41 لتستكمل مسيرة ما يقارب أربعة عقود من المعرض الرائد عالمياً في التشجيع على القراءة لكافة الأعمار والجنسيات ودعم الكتاب وخاصة المبتدئين ليكون منارة للعلم والمعرفة والذي يقام سنويا برعاية وتوجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حيث سطّرت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الفصول الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 1982 وفي ديسمبر من عام 2014، تسلمت هيئة الشارقة للكتاب مسؤولية تنظيم وإدارة المعرض للمحافظة على مكانته، وريادته العالمية، التي يتركز عملها على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، وتعزيز مكانة الإمارة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لاستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق.

وسريعاً ما تحول المعرض إلى احتفالية ثقافية تشارك فيها أكثر من 2213 دار نشر من 95 دولة مما جعله مفخرة لدولة الإمارات حيث صُنّف معرض الشارقة الدولي للكتاب كواحد من أفضل أربعة معارض للكتاب على مستوى العالم وقد وضع هذا النجاح الرائع المعرض على قمة التصنيف الدولي لأكثر معارض الكتب أهمية على مستوى العالم مما جعل الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عام 2019.

ويواصل المعرض مد جذوره من خلال مشاركة عشرات الكتاب والمفكرين والإعلاميين والشخصيات الثقافية، إضافة الى العديد من الفعاليات التي تهم أفراد المجتمع كافه، متضمنة ندوات، ومحاضرات، وأمسيات شعرية، وحفلات توقيع كتب، وعروضاً فنية ومسرحية، وورشاً تدريبية، كذلك الندوات التي أصبحت تستقطب أعداداً متزايدة من الحضور نظراً لأهمية المواضيع المطروحة فيها، بالإضافة إلى المقاهي الثقافية التي شكلت منبرا للحوار حول قضايا أدبية عديدة.

لا شك  أن القراءة تعد من المهارات الأساسية التي تركز عليها النظم الحديثة، فهي تمكن المتعلمين من الحصول على المعرفة واكتساب المهارات الأخرى، كما تسهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه وتساعد على تنمية لغته وإتاحة الفرصة أمام كل فرد لأن يصبح قارئاً منفتحاً على العالم ومعتزاً بهويته الوطنية مما يعزز  تنمية مهارات الأفراد، وتغذية عقولهم، وتوسيع آفاقهم، فالقراءة هي الوسيلة الأساسية التي ستمكن من تحقيق مجتمع قائم على المعرفة وقادر على الاستفادة من ثورة المعلومات، وهي الخطوة الأساسية في التحول إلى مجتمع منتج للمعرفة.

إن المعرض يستحق الزيارة بجدارة  حيث سيجد الجميع ما يبحث عنه من كتب تثري مخيلته وتزيد من ثقافته في كافة مجالات الحياة فلا زال الكتاب الورقي صديق الجميع في كافة مراحل الحياة ومعه نرحل بعيداً ونغوص في أعماق البحار ونصعد للكواكب والنجوم ونسهر مع القمر والنجوم في المساء، فهو في متناول الجميع في كل وقت، فما أجمل ان يكون لدينا مكتبة ثرية بالكتب يستفيد منها الجميع.


تعليقات الموقع