اتجاهات مستقبلية       

مستقبل الإعلام الدولي يتشكل في أبوظبي

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

الكونغرس العالمي الأول للإعلام يرسخ وضع الإمارات عاصمة للفعاليات الدولية ويجعل أبوظبي منصة تفكير كونية لصناعة الإعلام في العالم

 

 

تشهد أبوظبي الدورة الأولى من نوعها للكونغرس العالمي للإعلام، في الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر الجاري.ويشارك في هذه الفعالية الرائدة، التي يمكن نعتها بمنتدى العصف الذهني الأول في مجال الإعلام، نخبة من قادة الفكر والخبراء والممارسين الإعلاميين والمؤثرين العالميين، يأتون من قارات العالم الست، وينتمون إلى نحو 29 دولة. وتتضمن أنشطة كونغرس الإعلام الأول جلسات حوارية وورش عمل ومعارض ومنتديات لكبرى وسائل الإعلام المشاركة.

والواقع أن انعقاد الكونغرس العالمي الأول للإعلام يرسخ وضع دولة الإمارات عاصمة للفعاليات الدولية، ويجعل أبوظبي منصة تفكير كونية لصناعة الإعلام في العالم، بالإضافة إلى كونها وجهة سياحية عالمية، وجسراً ثقافياً وحضارياً بين العالمين العربي والغربي. وبالإضافة إلى ما تراكمه في رصيد القوة الناعمة لدولة الإمارات، تُسهم استضافة الفعاليات الدولية في الترويج لها كمركز عالمي للصناعات المختلفة، واستقطاب الشركات والمؤسسات العالمية (أكثر من 170 مؤسسة وشركة إعلامية تشارك في كونغرس الإعلام)، ونقل التكنولوجيا وإقامة مشاركاتٍ تعاونية مع هذه المؤسسات. والأهم من ذلك، الخبرة العالمية التي تكتسبها الكوادر الوطنية المشاركة في هذه الفعاليات.

ويأتي التئام المؤتمر العالمي للإعلام في وقته تماماً، حيث تعاني صناعة الإعلام من تحدياتٍ ومشكلاتٍ ضخمة، تتمثل في نقص التمويل، وتحدي الخصوصية، وأزمة الموثوقية أو المصداقية، ومشكلة أمن المعلومات، وظلال الحرب الباردة. فقد دفعت مشكلة نقص التمويل بمؤسسات إعلامية وصحف ومجلات إلى الإغلاق، أو إلى التحول إلى منصات رقمية فقط، وإلى التأثير في حجم المادة الإعلامية المنشورة وجودتها. ويتمثل تحدي الخصوصية في كيفية حفاظ الإعلام على خصوصية البيانات الشخصية في ضوء انتشار الانتهاكات الإعلامية المنظمة لهذه البيانات، التي تحولت إلى سلعةٍ تجلب أرباحًا وفيرة. ولا شك أن أزمة الموثوقية أو المصداقية هي أكبر تحديات إعلام اليوم في ظل سيل الأخبار الزائفة، الذي يجرف معه جزءًا كبيرًا من ثقة الناس العاديين بوسائل الإعلام، وفائض الحقائق البديلة أو أشباه الحقائق التي نتعرض لها ليل نهار.

بيد أن أهم مشكلة تواجه الإعلام اليوم هي مشكلة أمن المعلومات؛ في ضوء تنامي الهجمات السيبرانية على المؤسسات الإعلامية والصحف والمجلات في أنحاء المعمورة، وتحوُّل بيئة المعلومات العالمية إلى ساحة معركة في الوقت الحاضر وفي المستقبل. والواقع أن أخطر التحديات جميعاً التي تواجه الإعلام تتمثل في ظلال الحرب الباردة التي أخذت تُظلل وسائل الإعلام، ولاسيما في الدول الكبرى، ومن ثم انقسام المؤسسات الإعلامية عبر التحيزات الأيديولوجية وليس المتطلبات المهنية.

وعندما يجتمع الخبراء والممارسون في صناعة الإعلام، سيكون عليهم قدح زناد فكرهم لمعالجة هذه التحديات جميعاً، وتبادل الأفكار والخبرات بهدف تطوير وسائل الإعلام لزيادة دورها في خدمة المجتمع عن طريق توفير محتوى رصين وذي مصداقية عالية المستوى. ولعل هذا هو مايرسم مستقبل صناعة الإعلام في العالم.

ويُشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في الكونغرس العالمي للإعلام بجناح خاص يعرض فيه إصداراته العديدة والمتنوعة، وبندوةٍ ينظمها عن دور الإعلام ومراكز الفكر في سد الفجوة المعرفية، وباستضافة حلقة لديوان الملا في جناحه. كما يشارك الرئيس التنفيذي للمركز، الدكتور محمد عبدالله العلي، وهو خبير وأستاذ في مجال الإعلام، في فعاليتين على هامش الكونغرس، هما: جلسة عن التسامح، ومنتدى “الاتحاد” عن الإعلام الوطني في عصر الرقمنة. ولعل انخراط مراكز الفكر في المداولات العالمية عن مستقبل الإعلام “سُنّة حسنة”، تزيد من التفاعل بين الباحثين والإعلاميين؛ ما يُسهم في مواجهة تحديات الإعلام المذكورة عاليه. ومن هنا نفهم، اهتمام “تريندز”، بالتعاون مع (وام)، بإطلاق منصة “الباحث الإعلامي”، على هامش الكونغرس العالمي للإعلام.


تعليقات الموقع