حضارات العالم في أبوظبي

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي : كاتبة إماراتية

حضارات العالم في أبوظبي

 

 

ما أجمل الإمارات وهي تتحلى بمهرجاناتها التراثية المتنوعة في أجمل فصول السنة وتتميز العاصمة أبوظبي بإقامة اهم وأجمل المهرجانات التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر سنويا والذي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” كونه يعكس اهتمامه بالتراث الإماراتي بصفة خاصة، وتراث الحضارات الأخرى بصفة عامة، وتحت شعار “الإمارات ملتقى الحضارات” تم افتتاح مهرجان الشيخ زايد للتراث في الوثبة الذي سيشهد إقامة 4,000 فعالية تراثية وثقافية ورياضية، إلى جانب مسيرة الاتحاد واحتفالات اليوم الوطني، واحتفالات رأس السنة، بالإضافة إلى المسيرات العالمية وغيرها من الفعاليات التي تناسب كل أفراد العائلة، على مدار 120 يوماً من المرح والسعادة.

أهم ما يميز المهرجان انه يزخر بالعديد الفنون الشعبية والعروض التراثية الحية، إلى جانب الورش الترفيهية والتثقيفية والفلكلورية، فضلاً عن الأنشطة والرقصات التراثية، والفعاليات التعليمية والترفيهية المخصصة للأطفال، والرياضات الرائعة مثل رياضتي الكارتينج والرماية وغيرها الكثير من الفعاليات والمسابقات الرائعة التي تناسب كل الأعمار والثقافات .

هذه المهرجانات التراثية وخاصة مهرجان الشيخ زايد للتراث يهدف بلا شك الى جذب محبي التراث والسياح وتعريفهم بالموروث الأصيل لماضي وحاضر الإمارات في منطقة الوثبة الجميلة التي تشتهر بأنها إحدى الوجهات السياحية للنشاط التراثي لأبناء الإمارات، واحتضانها سنوياً لعدد من الفعاليات التراثية، حيث يضم المهرجان  أنواع متنوعة من الصناعات اليدوية والحرف التقليدية التي تعرض من خلال المهتمين بالتراث الشعبي وأيضاً هناك الأطعمة التراثية المتنوعة ذات النكهة الأصيلة، فكل منطقة من المهرجان تحكي حكاية منطقة من مناطق الخليج والوطن العربي بكل تنوعها من الألبسة والمصنوعات اليدوية والأطعمة التقليدية المتنوعة والرقصات والأهازيج التراثية للتعرف على فنون كل منطقة من المناطق والدول المشاركة في المهرجان بشكل منظم ومتناسق، ولا ننسى الألعاب النارية المتميزة التي تطلق في المساء وتخلب الألباب بتنوعها وأشكالها.

ويشهد المهرجان في كل دورة تطوراً جديداً حيث يمزج بن الماضي وأصالة الحاضر، بهدف ترسيخ التراث وتوثيقه ونقله إلى الأجيال وتأصيله في نفوسهم، وتعريف الشعوب بالتراث الغني للدولة وتقاليدها الأصيلة التي تعتبر جزءاً من الهوية الوطنية والتكوين الثقافي، أنها فعاليات تستحق الزيارة والمشاركة خاصة لجيل الشباب لأنها تربطهم بماضيهم الأصيل وتفتح مداركهم على أصالة الشعب الإماراتي العريق والتعرف على حياة الأجداد وحرفهم التي يمارسونها في حياتهم اليومية بكل اعتزاز وفخر، وتؤكد الرعاية الكريمة والأهمية التي توليها القيادة الرشيدة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان الإماراتي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءاً كبيراً من تاريخنا والذي يرسخ هويتنا العربية ويؤصل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ليبقى راسخاً على مدى الأجيال.

mariamalmagar@gmail.com


تعليقات الموقع