احتفالاتنا ليست سوى مناسبة وطنية يجدد فيها الشعب الإماراتي العهد لقيادتنا الرشيدة خلال مسيرتنا التنموية

الإمارات.. 51 عاماً من التميز

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي : كاتب إماراتي

 

الإمارات.. 51 عاماً من التميز

 

 

باختتام، احتفالات “عيد الاتحاد” التي شملت جميع ربوع الإمارات تكون دولتنا أمام مرحلتين اثنتين من مسيرتها التنموية الأنموذج.

المرحلة الأولى: احتفاءها بمرور نصف عقد من الزمن 51 عاماً من تأسيس واحدة من أنجح التجارب الوحدوية في العالم ليس فقط في ترسيخ العمل الجماعي الداخلي والخارجي وإنما تحقيق التنمية الشاملة حتى باتت الإمارات أيقونة تنموية لمن يريد التفكير في استلهام قصص النجاح من باقي شعوب العالم الذين احتفلوا معنا بعيد الاتحاد وذلك في شهادة اعتراف وإعجاب بأن الإمارات دولة ملهمة وتستحق أن تُقتدى.

أما المرحلة الثانية وضعتنا فيه احتفالات عيد الاتحاد الحادي والخمسين فهي: إعلان تدشين الـ50 عاماً المقبلة عملياً انطلاقاً أننا دخلنا العهد الثالث لدولة الإمارات بعد مرحلتي التأسيس في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وبعد مرحلة التمكين في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد فنحن منذ مايو الماضي نعيش مرحلة الصعود الإماراتي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” فهو صاحب الرؤية الخمسينية القادمة والتي تركز ملامحها على صفر مشاكل، وعلى الاقتصاد بشكل عام وعلى الدبلوماسية الإنسانية القائمة على البحث عن حلول للتحديات الجديدة في العالم.

من المكن فهم احتفالات عيد الاتحاد الـ51 باعتبارها مناسبة وطنية على انتهاء عام آخر في المسيرة التنموية كما يحدث في أغلب دول العالم وهو المتعارف عليه في مثل هذه الاحتفالات بل ويتوافق مع “السرد” التاريخي لهذه النوعية من الاحتفالات التي يتم فيها استحضار ما تم إنجازه خلال العام الماضي غير أن هناك مؤشرات ومتغيرات حصلت تعطي إشارة بأن لهذا العام وضعاً خاصاً منها تقلد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة تلك الشخصية ذات حضور مؤثر في العديد من قصص نجاح التجربة الإماراتية والقائد الذي يمتلك رؤية خاصة لمستقبل الإمارات مبنية على المعرفة وبالتالي فالمناسبة لها خصوصية معينة، وهي أقرب لتكون إعلان تدشين المرحلة الثالثة من التجربة التنموية لدولة الإمارات والقائمة على صناعة المستقبل.

مثلما عندي قناعة في استمرار دولة الإمارات إبهار العالم بإنجازاتها التنموية كما حصل في الخمسين العام الماضية بأنها ستكون رائدة في الخمسين القادمة بعدما غزت الفضاء كأول دولة عربية فإن الشعب الإماراتي من المواطنين والمقيمين يحملون الشعور نفسه وهو شعور مبني على مرتكزات يشاهدونها ويقارنوها مع الأسباب الحقيقة لنهوض الأمم مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وحتى الهند ويدركون أنها أساسيات كل عمل في بناء الدول أهمها وربما على رأس تلك العوامل: الاستثمار في الإنسان بكل تفاصيله ليكون كريماً كونه المحرك الأساسي للقصة التنموية بالتجربة.

وهناك عوامل أخرى تجعل من إرادة الإنسان وعزيمته قوية في الانتماء لهذا الوطن ويسهل عليه بالتالي فداءه.

كما لا يمكننا تجاهل الرؤية ذات بصيرة لأنها البوصلة التي توجه سياسة الدولة والشعب نحو تحقيق المزيد من التقدم في كافة مجالات الحياة وبالتالي وفق تلك المؤشرات فإننا أمام مرحلة تنموية جديدة.

إن احتفالاتنا قبل يومين ليست سوى مناسبة وطنية يجدد فيها الشعب الإماراتي العهد لقيادتنا الرشيدة خلال مسيرتنا التنموية، ومناسبة ليشكر هذه القيادة على المكانة التي أوجدتها رؤيتها الحكيمة لهذه الدولة الإنسانية التي صارت قبلة لكل الناس من أجل البحث عن حياة كريمة.

 


تعليقات الموقع