العمل الخليجي.. تلاحم وتكامل
كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، التي وجهها خلال ترؤس سموه وفداً رفيع المستوى في الدورة الـ 44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دولة قطر الشقيقة، بمناسبة انعقاد “قمة الدوحة”، تعكس ثوابت الإمارات وموقفها التاريخي الحريص على الارتقاء بالعمل الأخوي المشترك وذلك منذ أن احتضنت أبوظبي أول قمة خليجية في العام 1981 “قمة التأسيس” بفضل رؤية وعزيمة الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، بهدف التآزر والتلاحم وتعزيز الروابط الأخوية، إذ تعمل الإمارات انطلاقاً من نهجه الخالد بهدف “تعزيز مسيرة التعاون في جميع الجوانب وتحصينها للتصدي للتحريض والكراهية والتطرف والإرهاب ومواجهة المتغيرات في المنطقة والعالم”، كما أكد سموه في كلمته التي تجسد سعي الإمارات الدائم لمواصلة البناء على مسيرة التعاون الخليجي بالقول: “شاركت في القمة الخليجية الـ 44 في الدوحة وأشكر أخي تميم بن حمد آل ثاني على دعوته الكريمة، نهج دولة الإمارات منذ عهد الشيخ زايد، رحمه الله، دعم العمل الخليجي المشترك كونه السبيل لتحقيق مصالح دول المنطقة وشعوبها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المشتركة، والإسهام في ترسيخ أسس الاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي”، ومشدداً على التطلع لمراحل أرحب من العمل المشترك بالقول: “إذ نبارك ما تحقق حتى الآن من إنجازات في المسيرة الميمونة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعميق التعاون وتعزيز التلاحم بين شعوبنا.. فإننا نتطلع إلى مزيد من مشاريع التكامل في مختلف المجالات لتحقيق مزيد من الاستقرار والازدهار لمنطقتنا والعالم أجمع”.
صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، جدد التأكيد خلال “القمة” التي حضرها فخامة رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، على نهج الإمارات وما تتسم به سياستها من حكمة ودعم للعمل الجماعي “المتعدد الأطراف عبر الدبلوماسية والحوار وبناء الثقة وإرساء دعائم السلام استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية”، وخاصة على وقع التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم بما فيها المتصلة بالنزاعات، ومبيناً موقف الدولة من التوترات وارتفاع حدة الصراع بين فلسطين وإسرائيل، الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية وتفادي اتساع التصعيد، وضرورة إنجاز حل جذري حيث أوضح سموه: “أن تاريخ الصراع أثبت أن تكرار التصعيد والمواجهات لا يمكن إيقافه دون أفق سياسي وحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية”، مؤكداً على: “ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
التعاون والتنسيق والتكامل أسس العمل الخليجي بكل ما يمثله من نهج مجسد لقوة الروابط، ودائماً يثبت التكاتف الأخوي فاعلية استثنائية في تحصين المنطقة واستدامة تقدم وازدهار دولها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.