وساطة إماراتية فاعلة

الإفتتاحية

وساطة إماراتية فاعلة

الإمارات بعزيمتها وثوابتها وثقلها الدولي وعلاقاتها المتميزة التي تقوم على الحوار والتعاون والاحترام المتبادل، وبجهودها الإنسانية وتوجهاتها النوعية فهي تعزز موقعها ضمن أكثر الأقطاب فاعلية وتأثيراً على امتداد الساحة الدولية، وهو ما تعكسه نجاحاتها وإنجازاتها لتخفيف المعاناة في الكثير من المناطق التي تمر بظروف غاية في الدقة والخطورة وعبر مواقفها من مختلف القضايا ومساعيها الهادفة لتحقيق السلام والاستقرار والأمن إقليمياً ودولياً، وتعاملها الفاعل مع أعقد التحديات، فحيث يتهيب الآخرون تحضر الإمارات بسياستها الحكيمة والمتزنة لتحد من الأزمات وتوجد مسارات تحمل معها الأمل من قبيل وساطات الخير التي تقوم بها ومنها إعلان وزارة الخارجية عن نجاح جهود الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات في إتمام عملية تبادل أسرى حرب جديدة بين جمهوريتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا للإفراج عن 150 أسيراً، وهي الرابعة خلال العام الجاري بفعل قدرتها على استثمار علاقاتها المتميزة مع الجانبين، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه على مواصلة العمل لإيجاد حل سلمي للنزاع من خلال الجهود الدبلوماسية والحوار ودعم كل توجه يدعو إلى خفض التصعيد والحد من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
جهود الإمارات الدبلوماسية ومساعيها لا تقتصر على العمل لإتمام عمليات تبادل الأسرى بكل ما تمثله من عمل إنساني نبيل، بل تحرص أيضاً على تقديم مواد الإغاثة الإنسانية للمدنيين والنازحين في مناطق تواجدهم ترجمة لقيمها الأصيلة ومُثلها التي تعبر عنها بشكل دائم، إذ تحرص على إغاثة المحتاجين وتأمين وصول المواد والمساعدات الأساسية للحياة والتخفيف من تداعيات الأوضاع الصعبة، وذلك بالتوازي مع موقفها الثابت والداعي إلى تحقيق السلام وإنهاء الحروب والنزاعات والعمل بهدف إيجاد حلول جذرية للصراعات، وهو ما يكسبها احتراماً وتقديراً كبيرين من قبل كافة دول العالم التي تبدي كل تفاعل إيجابي مع مبادراتها، وهي توجهات راسخة في نهج دولة الإمارات التي سارعت منذ بداية الحرب الأوكرانية إلى التحذير من نتائجها التي تتجاوز حدودها وقد تنعكس على الوضع العالمي برمته وذلك انطلاقاً من رؤية ثاقبة ومعرفة دقيقة بخطورة الأزمة مع تأكيدها الدائم على أهمية العمل الجماعي لإنهاء الحرب وتجنب ما ينجم عنها من نتائج سلبية على مختلف الصعد ومنها المعاناة الإنسانية.
الإمارات برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، وبفعل قوة مساعيها ودبلوماسيتها تؤكد دائماً على الأهمية القصوى لتكون قيم التعايش والسلام والتلاقي واعتماد الحوار لغة عالمية ونهجاً دولياً ثابتاً، وخلال ذلك تواصل مساعيها الإنسانية النبيلة عبر ما تحققه من إنجازات تساهم في إحداث فارق إيجابي على أرض الواقع للتخفيف من قسوة الأزمات التي تعاني منها الكثير من المجتمعات.


تعليقات الموقع