حكمت محكمة الجنايات في مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا أمس على 17 ناشطاً كردياً بأحكام بالسجن النافذ، تراوح بين شهر وعام بسبب إلحاقهم أضرارا مكلفة في مقر تابع لمجلس أوروبا، وفق ما قال المحامون.
وجاءت الأحكام الأكثر قسوة ضد ثلاثة مدانين، الأول لأنّه يُعدّ بمثابة “منظّم” التجمّع الذي أدى إلى وقوع أضرار، والثاني بسبب إلحاقه اضراراً وقيامه بأعمال عنف ضد عناصر الشرطة، وفق ما قالت محاميتا المدانين فلورانس دول وسنديغول اراس. وأضافتا أنّ الأحكام صدرت إثر استماع استمر نحو تسع ساعات في حضور المدانين.
وصدرت بحق الباقين أحكام تراوح بين شهر وستة أشهر، وفق المصدر نفسه.
وأشارت المحامية اراس إلى أنّ الجميع غادروا وقد ينفذون أحكامهم في ألمانيا، ووصفت المحاكمة ب”المتوازنة”.
ولفتت المحامية فلورانس دول إلى أنّ جميع المدانين يقيمون في ألمانيا باستثناء فرنسي، ومنعتهم المحكمة من دخول الأراضي الفرنسية لمدة عامين.
وقالت المحاميتان إنّه سيتوجب على جميع المدانين تعويض مجلس أوروبا الذي قدّر الأضرار بمبلغ 296 ألف يورو.
وتبقى هذه الأحكام أقل مما طالبت به النيابة العامة التي دعت إلى أحكام تراوح بين عام و18 شهراً سجناً مع أمر بالاحتجاز عقب صدور الأحكام.
وتعود الأحداث إلى 25 فبراير الماضي، حين تجمّع نحو 40 ناشطاً كردياً للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم التاريخي عبدالله أوجلان المسجون في تركيا، وقد تمّ استجوابهم إثر إيقاع أضرار في مبنى الآغورا العائد إلى المجلس الأوروبي ويضم اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب.
وتعلّق هذه اللجنة بشكل دوري على ظروف احتجاز أوجلان المسجون في عزلة شبه تامة في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول.
وتعرضت عدة ألواح زجاجية، بعضها مصفّح، لأضرار بفعل رشق الحجارة ومشاعل. وقالت المنظمة الأوروبية إنّ هذه الأحداث كانت الثالثة منذ صيف 2018.
وأكد المدانون، وهم امرأتان و15 رجلاً وتراوح أعمارهم بين 19 و32 عاماً، وكان بينهم أيضاً سبعة محتجزين، أنّهم لم يأتوا مصممين على “إلحاق أضرار” ولكن بهدف زيارة ناشطين أكرادا كانوا بدأوا في منتصف ديسمبر إضراباً عن الطعام أمام المجلس الأوروبي.
وقالوا إنّهم تأثروا بأوضاع المضربين عن الطعام وأرادوا إثر ذلك الدخول إلى الآغورا للحديث مع ممثلين للجنة الأوروبية لمنع التعذيب.ا.ف.ب
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.