تأخر خروج المرتزقة من ليبيا يهدد مستقبل اتفاق وقف النار

الرئيسية دولي
6874-etisalat-postpaid-acquisition-promo-2024-728x90-ar

 

مع انتهاء المهلة المحددة لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، يبقى اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في البلاد مهدداً، خصوصا مع احتمال اندلاع أعمال عسكرية مجددا بين طرفي النزاع، حسبما يرى محللون وخبراء.
وقال خالد المنتصر أستاذ العلاقات الدولية في ليبيا، إن قرار إخراج المرتزقة “ليس بيد الأطراف الليبية بل بيد القوى الأجنبية المتنافسة في ليبيا”.
ونجحت جهود دبلوماسية في وقف الأعمال العسكرية وتوجت بتوقيع اللجنة العسكرية الليبية في جنيف برعاية الأمم المتحدة في 23 أكتوبر الماضي، اتفاقا لوقف إطلاق النار بشكل دائم في انحاء البلاد.
وتقضي أهم بنود الاتفاق على رحيل القوات الأجنبية والمرتزقة في مهلة تسعين يوماً انتهت أمس السبت.
لكن لم يصدر اي إعلان أمس السبت عن رحيل أو تفكيك هذه القوات.
وبثت قناة اميركية قبل يوم صورا التقطن بأقمار اصطناعية عرضت على أنها خندق ضخم حفره في جنوب مدينة سرت “شمال” مرتزقة مدعومين من الخارج.
ونقلت القناة عن مسؤول أميركي لم تسمه قوله إن هذا دليل على أن هؤلاء المرتزقة “ينوون البقاء لفترة طويلة”.
وكشفت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة الى ليبيا ستيفاني ويليامز مطلع ديسمبر الماضي عن وجود 20 ألفا من “القوات الأجنبية والمرتزقة” في ليبيا، معتبرة ذلك انتهاكا “مروعا” للسيادة الوطنية. كما أشارت إلى وجود عشر قواعد عسكرية في ليبيا، تشغلها بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية ومرتزقة.
وهي في الغالب موزعة حول سرت حيث يقع خط الجبهة منذ منتصف يونيو وإلى الجنوب في قواعد جوية رئيسية لا سيما في الجفرة، على بعد 500 كم جنوب طرابلس لصالح الموالين لحفتر، وإلى الغرب في الوطية “الموالية لما يسمى بحكومة الوفاق، أكبر قاعدة عسكرية على الحدود التونسية.
وأرسلت تركيا طائرات مسيرة ومدربين ومستشارين عسكريين إلى ليبيا بموجب اتفاق عسكري موقع مع مليشيات “الوفاق”. كما أرسلت مرتزقة سوريين ، بحسب خبراء الأمم المتحدة.
وفي 22 ديسمبر مدد البرلمان التركي الإذن بنشر هؤلاء الجنود لمدة 18 شهرا.
وقال المنتصر إن المرتزقة “لن يخرجوا حتى تضمن الدول التي جندتهم مصالحها في المرحلة الانتقالية الجديدة المقبلة”.
وأكد المنتصر أن “وجودهم يعني أن الصدام العسكري يمكن له أن يتجدد في أي لحظة، وبالتالي التهدئة الحالية يظل مصيرها مجهولا”.
من جهته، رأى جلال الفيتوري أستاذ القانون، إن فرص خروج المرتزقة والقوات الأجنبية ليست متساوية شرق وغرب ليبيا “لأن بعضها جاء وفق اتفاقيات عسكرية بين ليبيا وتركيا على سبيل المثال”.
وأشار إلى أن “قيام أنقرة مؤخرا بتمديد تواجدها العسكري لمدة 18 شهرا لا يعكس نوايا جادة للخروج.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد خلال الأسبوع الجاري في تقرير قدم إلى مجلس الأمن على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة قبل انتهاء المهلة.
وفي نهاية 2020 دعا إلى تشكيل مجموعة مراقبة غير مسلحة للتحقق من مغادرة المرتزقة.
وبات يتعين على السلوفاكي يان كوبيش الذي تم تعيينه مبعوثا جديدا إلى ليبيا في 15 يناير لليبيا في 15 يناير القيام بمهمة فرض تطبيق هذا الاتفاق وإدارة المفاوضات الصعبة بين الليبيين.
وتوافق الافرقاء الليبيون في ملتقى الحوار السياسي الذي عقدت أولى جولاته في تونس في التاسع من نوفمبر الماضي، على تحديد موعد إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021.
كما اتفقوا الثلاثاء الماضي على آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة التي ستحضر لعملية الانتخابات نهاية العام الجاري، بعد جولات مضنية من المناقشات وبضغوط دولية.
وتتواصل هذه المفاوضات التي يشارك فيها محاورون ليبيون لوضع خارطة طريق سياسية للانتخابات التي أُعلن عنها في ديسمبر 2021 ، شريطة ألا يتم انتهاك وقف إطلاق النار.
وتعليقا على تلك المسألة، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي اللواء خالد المحجوب، عن بعض العراقيل التي حالت دون تنفيذ هذا البند من الاتفاق في الآجال المحددة، وقال إن استمرار التدخل التركي سواء بإرسال المرتزقة والأسلحة إلى ليبيا أو بإبرام اتفاقيات التدريب وكذلك مصادقة البرلمان على تمديد وجود قواتها في ليبيا أحد الأسباب التي حالت دون تنفيذ أحد أهم بنود اتفاق جنيف،. إضافة إلى عدم وجود إرادة ورغبة من حكومة الوفاق وتيار “الإخوان” الإرهابي لإخراج المرتزقة قبل تحقيق مصالحهم.
كما أوضح أن “آخر اجتماع للجنة العسكرية المشتركة بحضور ممثلين عن الدول الراعية لمؤتمر برلين، شدد على ضرورة الاستمرار في تنفيذ جميع بنود اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار، وأكد على إلزامية التقيّد بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية فورا، وإلزام كل الدول الراعية للاتفاق وبعثة الأمم المتحدة بتنفيذ كل البنود والتفاهمات وإحالته على مجلس الأمن الدولي.
يأتي هذا التأخير، في وقت يقود المجتمع الدولي ضغوطا كبيرة من أجل تنفيذ اتفاق إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، حيث شدد بيان أوروبي أميركي مشترك حول الوضع في ليبيا، على ضرورة إخراج جميع المقاتلين والمرتزقة من البلاد، ومواصلة دعم وقف إطلاق النار، ووقف التدخل الذي يقوّض تطلعات الليبيين لاستعادة سيادتهم. ا.ف.ب وكالات


تعليقات الموقع