“اصنع في الإمارات”

الإفتتاحية

“اصنع في الإمارات”

التطور والنهضة والحضارة والسعادة والازدهار.. جميعها باتت في الزمن الذي نفخر به إنجازات كبرى بتوقيع: “صُنع في الإمارات”.. حيث أصبحت الدولة تحفل بنظرة استشرافية بعيدة المدى بفضل القيادة الرشيدة والاستراتيجيات الوطنية الكبرى القادرة على إحداث نقلات نوعية من خلال الإنجازات والرؤى المتفردة على المستوى العالمي، وما يتم العمل عليه لتحقيق الطموحات الوطنية الكبرى بفضل ما تنعم به دولة الإمارات من طاقات وكوادر وطنية مؤهلة، وما تحفل به من قدرة على تسخير الموارد والإمكانات بالشكل الأمثل فضلاً عن عملية البناء على الإنجازات والمكتسبات المُنجزة، حيث لا يكون للأهداف التي يتم العمل عليها سقف ثابت، فالطموحات دائماً على قدر العزيمة والإرادة.
ويأتي إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة Operation 300bn” مشروع 300 مليار” لتكون رافعة غير مسبوقة للاقتصاد الوطني تعزز من قوته وتعطي زخماً كبيراً للانطلاق نحو الخمسين عاماً القادمة، عبر استراتيجية شاملة تستهدف أحد أهم قطاعات النهضة الحضارية ومميزات قوة الاقتصاد في أي بلد، ولاشك أن الأرقام التي تم الإعلان عنها تبين الهدف الكبير من الاستراتيجية، من قبيل ارتفاع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم حالياً إلى 300 مليار درهم بحلول العام 2031، مع الأخذ بعين الاعتبار زيادة الإنفاق على البحث والتطوير في “القطاع” من 21 مليار درهم إلى 57 مليار درهم خلال 10 سنوات.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أكد أهمية الاستراتيجية والطموحات التي سيتم العمل على تحقيقها بقول سموه: “استراتيجية الصناعة سوف تحقق نقلة نوعية في القطاع الصناعي في الإمارات ليكون المحرك الرئيسي للاقتصاد الوطني.. وأساس انطلاقتنا التنموية للخمسين سنة المقبلة بثقة أعظم وسرعة أكبر”.
قطاع الصناعة عصب الاقتصادات الحديثة والقوية ورافعتها ومحرك البناء والاختراع والابتكار الذي يمكن أن يتوقف عليه امتلاك كل ما يحتاجه الإنسان من أبسط الأمور وانتهاء بعلوم الفضاء واستكشافه، وهو الدليل الأكبر على القدرة التنافسية في مواكبة أرقى ما يمكن أن يصله العقل البشري، فضلاً عن قدرة القطاع على تعزيز تنوع الدخل بما يشكله من رافد قوي سواء كقوة اقتصادية جبارة أو من خلال مؤشر أساسي على التنمية وخلق فرص عمل، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالقول: “يجسد اهتمام الدولة بقطاع الصناعة كونه أحد أهم محركات الاقتصاد الوطني خلال الخمسين سنة المقبلة ومصدراً رئيسياً لتنويع الدخل وخلق وظائف وتحقيق استدامة التنمية”.
الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها تتمثل بكونها برنامج عمل وطني متكامل يشكل أساساً قوياً في انطلاقة الدولة نحو المئوية التي ستكون خلالها الإمارات الدولة الأفضل عالمياً، ومثل هذا الطموح الوطني العظيم والمشرِّف يحتاج مقومات عملاقة وأفكاراً جبارة تؤمن الزخم اللازم نحو مواصلة تحقيق كل الأهداف الكبرى.
تؤمن دولة الإمارات أن النهضة تُصنع ولا يتم منحها، ورغم التأكيد على أهمية التعاون الإنساني، لكن يبقى الأصل هو مدى إرادة وعزيمة أي أمة، وقدرتها على اتخاذ القرارات الشجاعة والتاريخية التي تعتبر محطات مفصلية في الطريق للمستقبل.. وذات الأمر تؤكده دولة الإمارات بالمبادرات والبرامج التي تثبت أن الأمم الطموحة لا تنتظر المستقبل وما يمكن أن يحمله.. بل تستعد له مبكراً عبر استشرافه ومعرفة مقوماته ومتطلباته وبالتالي تحدياته وما يلزم لمواجهتها، وهذا ما أدركته قيادتنا الرشيدة مبكراً وأعدت الخطط والاستراتيجيات تبعاً لما يقتضيه ذلك، فكانت المسيرة التنموية العظيمة التي تواصل إبهار العالم، وستبقى لأنها راهنت على البناء بالإنسان وإيمانه بوطنه ورسالته وطموحه المشروع في كافة ميادين النهضة.

 


تعليقات الموقع