“يوم زايد للعمل الإنساني”

الإفتتاحية

“يوم زايد للعمل الإنساني”

ما أنبل دلالات يوم يحمل اسم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، يوم يُعلي قيم الإنسانية ومثلها فوق كل اعتبار، ونستلهم فيه الأثر العظيم للقيم التي غرسها قائد في نفوس شعبه والمنطقة والعالم أجمع، ونعيش فيه أقصى درجات الفخر والعزة بأننا أبناء من رسخ فينا قوة الخير والانفتاح والسلام لنكون على ما نحن عليه من نموذج حضاري قل مثيله.. ونستذكر عظيم ما قدمه صاحب الفضل والأيادي البيضاء للبشرية جمعاء، ومن جعل للإنسانية قوة تستقي منها الأمل وتعيش عبرها الرفعة لتكون المحبة جسور تواصل بين شعوبها على اختلافهم وتنوعهم، وكيف تكون يد الخير كالعدالة لا تميز تحت أي ظرف، ونؤكد فيه لجميع الشعوب كيف يكون النموذج الأكثر تقدماً عبر مواقف الخير التي لم تُفرق يوماً على أساس الدين أو المذهب أو اللغة أو الثقافة أو أي شيء آخر. .. ودائماً دون مقابل.
تلك مفردات خالدة في قاموس الحياة الذي يحمله أبناء هذه الأرض المباركة وفاءً وإيماناً منهم بنهج من وضع أسساً باتت من بديهيات الحياة التي يترجمها شعب دولة الإمارات ومجتمعها بالأفعال في كل مكان وزمان.
ما أعظمه من وطن وما أنبله من نهج أن يكون العهد هو الاقتداء بسيرة القائد المؤسس ونهجه، وما أرفعه من شرف أن تكون ذكرى يوم “زايد للعمل الإنساني” مناسبة عزة يبرهن فيها الوطن على كل الوفاء لنهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الذي اقترن الخير باسمه، حيث ستخفق القلوب أبد الدهر بالوفاء لـ”زايد الخير”، الوالد الذي أكسبنا شرف الانتماء وزرع فينا محبة جميع شعوب الأرض لتكون علاقاتنا معها ضمن منظومتنا القيمية دائماً، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهذه المناسبة الإنسانية العظيمة: في “يوم زايد للعمل الإنساني”، نستذكر صاحب الأيادي البيضاء التي امتدت بالخير إلى البشر في جميع أنحاء العالم، دون تفرقة بسبب دين أو عرق.. في هذه الأيام المباركة ندعو الله له بالرحمة.. ونجدد العهد بالسير على طريقه.. طريق المحبة والبذل والعطاء الإنساني.
في أوقات المحن تبرز مواقف الكبار بإنسانيتهم وعطائهم وحرصهم على الجميع، وفي زمننا فإن كل ذلك بات منهج حياة بكل وقت، لأن إخلاص شعبنا ووفاءه والتزامه جعل من نهج القائد المؤسس دستوراً يسير على هديه، فقدم للبشرية تجربة تعايش مجتمعي تحتضن مقيمين من أكثر من 200 جنسية بات كل منهم يحمل سيرة الوطن الأغلى والأجمل في حله وترحاله، جمعتهم الإمارات بمحبتها ومواقفها وأصالتها ونُبل خصالها وقيمها وعاملتهم كأبنائها، وحملوا منها دروساً في الحياة ينقلونها ليبينوا كيف ترتقي الأمم وتبقى الإنسانية قوية وملهمة ومطمئنة في إمارات الخير والمحبة.
في “يوم زايد للعمل الإنساني” نعاهد أنفسنا أن نبقى أوفياء للوطن والقيادة نستلهم من مسيرة تاريخ العزة والشرف كيف صنع القائد المؤسس أجمل الأوطان ورسخ فيه الإنسانية عماداً يزداد قوة مع مرور الزمن ويعبر عن أحد أهم وجوه تقدمنا الحضاري وأبرز مقومات سعادتنا.. إنه غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الذي جعل كل ما فيه الدليل الأقوى على التفرد والتميز والعطاء.. فما أروعه من نهج عندما يكون عطاء الخير، حيث إن الله سبحانه وتعالى بارك وأنعم وجعل الوالد القائد المؤسس ونهجه الخالد هو خير هذه الأرض المباركة ونعمتها التي تحملها القلوب والعقول إلى الأبد.


تعليقات الموقع