الكثير من القضايا والأزمات العالمية أبرزت صوابية التوجه الإماراتي وشفافية المواقف الثابتة

الإمارات .. صناعة الحياة والمستقبل

الرئيسية مقالات
سمير اصطفان: كاتب عربي

الإمارات .. صناعة الحياة والمستقبل

 

 

العمل والعزيمة والتصميم والجد والبناء بالإنسان المؤمن بوطنه وقدراته وإمكانية تفرده، جميعها من وسائل الأمم للتطور وتحقيق نقلات حضارية تجعلها تكون قادرة على التوجه إلى مستقبلها بثقة وتحقيق مكانة مشرفة وحاضر مزدهر تكون السعادة والحياة الكريمة أولى صفاته، ومما لا شك فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد اختطت لنفسها نهجاً جعلها اليوم في مصاف أرقى أمم الأرض، ولديها من الطموحات والاستراتيجيات ما يمكنها من مواصلة السباق الحضاري لتكون الأولى في العالم كما تشدد قيادتها الرشيدة من خلال خطط وطنية طموحة أثبتت فاعليتها وجدواها في مقارعة الأعرق عالمياً والتغلب عليها، واليوم فإن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات تتحدث عن نفسها وعلى كافة الصعد وفي جميع الميادين، فالطاقة النووية السلمية والدخول القوي إلى عالم الفضاء وتكللت تلك الجهود خلال فترة بسيطة بوصول أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، ودخول “مسبار الأمل” إلى مداره بنجاح في كوكب المريخ، وغيرها من النجاحات التي تمت في واحد من أصعب الأوقات التي تعاني منها البشرية جراء جائحة “كوفيد19” الوبائية، وفي الوقت الذي أُغلقت فيه أغلب دول العالم .. كانت العبقرية الإماراتية بأن إرادة الإنسان أقوى من جميع التحديات، فوطن علم أبناءه مقارعة المستحيل والانتصار عليه، لم يكن ليستكين أو يتراجع عن مشاريع عملاقة من أكثر ما قام به بشر، وليبرهن في مناسبة جديدة أنه يحترف تحويل جميع التحديات إلى فرص، فأثرى المسيرة العلمية للبشرية وعزز الآمال بأن التقدم والتطور سمتان قابلتان للتحقيق دائماً، فالدولة التي رسخت أفكاراً حضارية غاية في القوة من قبيل أن التطورات والتحديات هي مرحلة من مراحل الحداثة وبالتالي لا بد من التعامل معها بمرونة لأنها ستكون في كل وقت، فهي دولة تعي جيداً كيف تمتلك مفاتيح المستقبل، فمنذ أن بزغ فجر اتحادها الشامخ راهنت على الإنسان ليكون الثروة الأغلى وسخرت كافة الموارد لتمكينه، فهي دولة تؤمن أن شراكتها في صناعة الحضارة تنطلق من قدرتها على الإبداع والابتكار وتحقيق النجاحات وتعظيم المكتسبات، وأي أمة تسير نحو غدها لا يمكن إلا أن تكون شريكة في صناعة المسيرة العالمية، فالأمم تصنع نهضتها ولا تستوردها، والقطار المتسارع المتجه نحو الغد يحتاج من يضاعف زخمه ويكون شريكاً حقيقياً في قيادته، فكانت دولة الإمارات صوت العرب وعنوان أمة تستحق أن تعود لتقوم بدورها الحضاري الواجب كما كانت يوماً تشع علوماً وتقدماً على العالم.
إن كل قيادة علمت الإنسان العمل والجد والوفاء ورسخت القيم كأسس ثابتة في كافة ميادين الحياة.. فهي تبني وطناً عظيماً وهو ما قامت به دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وتواصل قيادة دولة الإمارات السير على ذات النهج المشرف، فهي دولة عمل استشرفت المطلوب وعملت على بناء أسسه، فكان أهلها عنواناً مشرفاً للإنسان المرتبط بوطنه وقيمة وأصالته والملم بأعقد وأحدث العلوم وما تحتاجه الرحلة إلى المستقبل، ولم تتوان عن إهداء أمتها كل ما يعزز الأمل بأن العودة إلى المكانة الطبيعية ليست حلماً ولا مستحيلة التحقيق، وقدمت الدليل الأكمل على أن النجاحات هي سر نهضة الأمم، واليوم وهي تنطلق بقوة نحو الخمسين عاماً القادمة من مسيرتها، تثبت للعالم أنه حتى العمر الزمني بمفهوم هذا العصر لم يعد بعدد السنوات والعقود والقرون من عمر الأمم والشعوب، بل من خلال حجم الإنجازات وما تبينه أرقام مؤشرات التنافسية، والمكانة التي تحظى بها الدولة على المستوى العالمي لأسباب كثيرة إنسانية وسياسية واقتصادية واجتماعية وقيمية وغير ذلك الكثير.
إن الشجاعة التي اتسمت بها قرارات القيادة الإماراتية بشكل دائم وعلى مختلف الصعد، كانت السر في ما باتت عليه دولة الإمارات، ولذلك نجدها دائماً تتصف بالسياسة الواضحة والشفافية تجاه مختلف القضايا، ولم تتهاون يوماً مع كل قضية فيها مصلحة الأمة العربية أو دعم الحق وتبني المواقف العادلة، بل كانت دائماً صوت العرب العاقل والمتزن والحكيم من خلال كافة المنابر، تتناول المواضيع بواقعية وتؤكد أهمية العمل الجماعي القائم على التعاون والتنسيق المشترك في إطار ما تنص عليه شريعة القانون الدولي، فأكدت ثوابتها والقضايا ذات الأولوية.. وكم من محطات لم تنتظر أو تترقب كغيرها بانتظار انجلاء المشهد العالمي، بل سارعت لتوضح وتحذر وتبين حقيقة كافة الأزمات التي عصفت في عدد من دول المنطقة خلال سنوات طويلة وقدمت الحلول التي تنبع من حرصٍ تام على الشعوب العربية وتجنيبها عدم الاستقرار وانعدام الأمن ومنع النزاعات والصراعات، بالإضافة إلى التفاعل ودعم كافة مقومات التنمية وتحقيق أحلام الشعوب ومطالبها، وفي عدة مناسبات يوم شهدت الساحة الدولية ارتباكاً وضبابية كانت مواقف دولة الإمارات شديدة الوضوح، إذ بين الزمن صوابية توجهها ودقة وبعد رؤيتها، ومن هنا باتت دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي محجاً للساسة من مختلف دول العالم لتبادل وجهات النظر وأخذ النصح والمشورة تجاه الكثير من الأزمات.. وكم من سلام تحقق بفعل الرؤية والعزيمة التي عكستها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ومنها في قضايا اعتقد العالم أنه بات ميؤوساً منها، لكن إرادة السلام التي جسدتها مواقف الدولة ومساعيها الحميدة كتبت جانباً من أنصع صفحات التاريخ في رحلة البشرية نحو عالم لا حروب فيه.
التاريخ يكتبه ويصنع أجود ما فيه قادة وشعوب تجيد التعامل مع جميع مفاصله، وكان أهل الإمارات فرسان محطاته الأجمل والأكثر فائدة، يخطون صفحاته بمداد من العزة والعمل والنجاحات وما باتوا عليه من أنموذج قل نظيره، مسيرات الأوطان تصنعها إرادات ترفض وجود المستحيل وعزيمة تكفل أن يصل التطور إلى الدرجة التي لا تعرف الحدود.. فالحياة صناعة يجيدها المؤمنون بالإنسانية وقيمها وما يجب أن تكون عليه، واحتراف المجد والمنافسة على الزعامة العالمية قدر قبلته الإمارات ودخلته بطموح الكبار المشروع وبتصميم يقدم للعالم الدليل تلو الدليل على أنها تمسك بقوة على مشعل النور وترفعه عالياً لينير الطريق نحو مستقبل الإنسان


تعليقات الموقع