مقتل ناشط وإصابة صحافي على يد مجهولين

شبح الاغتيالات يطل مجدداً في العراق

الرئيسية دولي

 

 

أصيب الصحافي العراقي أحمد حسن بجروح خطرة نتيجة تعرّضه لمحاولة اغتيال بالرصاص في الديوانية فجر أمس الإثنين، بعد 24 ساعة على مقتل الناشط المناهض للحكومة إيهاب الوزني بهجوم مماثل، بحسب مصادر طبية وشهود.
وقال طبيب إنّ حسن يرقد في العناية الفائقة بعدما “أصيب برصاصتين في رأسه وبرصاصة ثالثة في كتفه”.
بدوره قال شاهد عيان كان برفقة حسن حين وقعت محاولة الاغتيال إنّ حسن تعرّض لإطلاق النار “أثناء نزوله من سيارته متوجهاً إلى منزله”.
ويعمل حسن مراسلاً لقناة تلفزيونية عراقية.
وأتت محاولة اغتيال حسن بعد 24 ساعة على مقتل إيهاب الوزني، برصاص مسلّحين أردوه أمام منزله بمسدسات مزوّدة بكواتم للصوت.
وكان الوزني من أبرز الأصوات المناهضة للفساد وسوء إدارة الدولة والمنادية بالحدّ من انتشار الجماعات المسلّحة.
وأحدث اغتيال الوزني صدمةً بين مؤيّدي “ثورة تشرين” الذين خرجوا على الإثر في تظاهرات احتجاجية في الديوانية والناصرية.
ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن اغتيال الوزني، وهو أمر تكرّر في هجمات سابقة اختفى بعدها الفاعلون تحت جنح الليل في بلد تفرض فيه فصائل مسلّحة سيطرتها على المشهدين السياسي والاقتصاد.
وقال ناشط مقرّب من الوزني متحدثاً في الطبابة العدلية في كربلاء “إنّها مليشيات إرهابية، اغتالوا إيهاب وسيقتلوننا جميعاً، يهدّدوننا والحكومة صامتة”.
وكان الوزني نجا قبل نحو سنتين، في ديسمبر 2019، من مصير مماثل قُتل خلاله أمام عينيه رفيقه فاهم الطائي الذي فقدته أسرته وهو في الثالثة والخمسين من عمره، برصاص أطلقه مسلحون على دراجات نارية من مسدّسات مجهزة بكواتم للصوت.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق في أكتوبر 2019، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.
بدوره أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان أنّ “قتلة الناشط الوزني موغلون في الجريمة، وواهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتصّ من كل مجرم سوّلت له نفسه العبث بالأمن العام”.
وأعلنت عائلة الوزني انها لن تتقبل التعازي بمقتله طالما لم يُكشف عن الفاعلين.
من جانبه، اتّهم عضو مفوضية حقوق الإنسان الحكومية علي البياتي السلطات بالضعف، قائلًا إن اغتيال الوزني “يطرح السؤال مرة أخرى: ما هي الإجراءات الحقيقية التي اتخذتها الحكومة لمحاسبة الجناة على جرائمهم”.
وكما هي الحال في كل مرة، تكتفي الجهات المسؤولة بإعلان عدم قدرتها على كشف هوية مرتكبي هذه الاغتيالات التي تقف وراءها دوافع سياسية في بلد شهد حربُا أهلية بلغت ذروتها بين 2006 و2009.
في فبراير الماضي، خاطب الوزني رئيس الوزراء على صفحته على موقع فيسبوك، قائلا “هل تدري ما يحدث؟ هل تعلم أنهم يخطفون ويقتلون أم أنك تعيش في بلد أخر غيرنا؟”.
ومنذ فترة طويلة، كان أقارب الوزني يشعرون بالخوف على الرجل الذي لم يكن يتردد في التعبير عن رأيه.ا.ف.ب


تعليقات الموقع