وجعلنا نومكم سباتاً

الرئيسية مقالات
محمد الحسن :إعلامي

وجعلنا نومكم سباتاً

 

من يتأمل تلك العبارة من كتاب الله سبحانه يرى الإعجاز الذي خلقنا الله به، إذ أن النوم جعله الله لنا سباتاً راحة وطمأنينة لا نفكر خلاله وترتاح أعضاءنا من العمل والكد بل تستعيد الأعصاب في الجسم وظائفها بعد أن أوهنتها ساعات العمل خلال اليوم، والنعمة فيها أن الإنسان منا لو أراد أن يواصل في ليله سيرى علامات النعاس والنوم تدفعه بقوة كي تحافظ على توازن الجسم ووظائفه.
تساؤلي هنا: ماذا لو أننا حرمنا من النوم مثلاً، ذلك التساؤل سيبحر بنا في فضاءات نعمة الخالق علينا، بل سنرى في تفكرنا هذا أهمية كل نعمة وهبنا الله إياها بدون أن نفكر فيها أو نبحث عنها، فسبحان الله في خلقه وسبحان الله في إبداعه.
نعلم أن أغلبنا يعيش في تلك الحياة وينام بشكل تلقائي بل لا يرى في الأمر أهمية لأن يتفكر في ماهية النوم ونعمته، لذا سأسرد لكم اليوم مشهداً قد يؤثر فيكم ويضعكم في طريق جديد للتفكر والتأمل بتلك النعمة العظيمة، دعونا نتخيل لو أننا للحظة واحدة قد فقدنا نعمة النوم لخمسة أيام فما الذي يحصل حينها، أقولها لكم وبقوة سيحصل العجب العجاب يا أحبة فركزوا معي قليلاً، في يومنا الأول سنشعر بإنهاك كبير في الجسم مع قشعريرة، وسنفقد التركيز ويكون بطيئاً ومشتتاً للغاية، وسنصاب بنوبات من الغضب وتنهمر دموعنا فجأة، كذلك يضعف سمعنا، ويتغير لون وجهنا رمادياً، ولا نتمكن من قيادة السيارة.
أما ليلتنا الثانية يختل توازننا ولا نستطيع تحديد الاتجاهات ونتحدث ببطء وبلغة غير مفهومة وتزداد مشكلاتنا في الجهاز الهضمي، وتضعف مناعة الجسم، ويبدأ الشخص بالانهيار وفي هذه الحالة يعتبر الحلم حقيقة فيتوهم أشكالاً وهيئات كأنها حقيقة.
والثالثة يا أخوة وما أصعبها، تبدأ حرارة الجسم بالانخفاض ويصبح بارداً، وتفقد الذاكرة، وتظهر حينها الهلوسة البصرية واضطراب في حاستي السمع والبصر.
أما ختامي لكم بعد الليلتين الرابعة والخامسة والصعوبة فيهما ولم أقل السادسة أو العاشرة تخفيفاً عليكم إذ يعاني الشخص نوبات من الهلع، والتخبط يضرب رأسه بقوة ولا يشعر ولن يستطيع الشخص منا القيام بأي شيء حتى وإن كان بسيطاً وتكبر حدقة العين ويبدأ الجسم بالانهيار، لينتقل إلى اليوم السادس والذي ستسمعون فيه العجائب واتركه لكم تبحثون عنه.
فإلى هنا، أقف رحمة بمن يقرأ كلامي لأكرر غايتي من هذا الطرح، أننا أمام نعمٍ كبيرة لو تفكرنا بها لشكرنا خالقنا طوال اليوم، فلنحافظ على تلك النعم، ولنجعل النوم أساساً في حياتنا، نعلمه لأبنائنا ونضع بين أيدهم معانيه وفوائده، ليروا عظمة الخالق وإبداعه.

alkheyal@hotmail.com


تعليقات الموقع