سيرة حافلة من الجهود قامت وتقوم بها الدولة من أجل تحقيق التنمية العالمية والأمن والسلم الدوليين

الإمارات في مجلس الأمن … تجسيد للثقة والقدرة معاً

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات
6874-etisalat-family-plan-campaign-728x90-ar

اتجاهات مستقبلية
الإمارات في مجلس الأمن … تجسيد للثقة والقدرة معاً

 

 

ينطوي انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً غير دائم في مجلس الأمن على أهميةٍ كبيرةٍ؛ لأنه يمثل تتويجاً لمسيرة حافلة من الجهود التي قامت وتقوم بها الدولة من أجل تحقيق التنمية العالمية والأمن والسلم الدوليين. كما يعكس هذا الانتخاب المكانة التي أضحت تحظى بها الإمارات على الساحة الدولية، وبالطبع الثقة العالية في قدرتها على الإسهام بفعالية في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وحفظ السلم العالمي.
ولا شك أن حجم التأييد الذي حظيت به الإمارات سواءً داخل المجموعة الكبيرة التي تُمثلها أو أعضاء الجمعية العامة ككل، يعكس رغبة المجتمع الدولي في تولى الإمارات لهذا الموقع المهم؛ حيث يُعول عليها كثيراً في تبني القضايا العادلة، ودعم عمليات التنمية، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، والدفع بالعمل الجماعي قدماً؛ خاصة في ظل جائحة كورونا التي أظهرت محورية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
وبالطبع هذه ليس المرة الأولى التي تُنتخب فيها الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن؛ فقد سبق لها في الفترة بين 1986 و1987– على عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس لسياسة خارجية وعلاقات دولية مميزة ورسخها، أكسبت الإمارات احتراماً دولياً ومكانة عالمية مرموقة– أن تم انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن،وعندئذ لم تكن الدولة أكملت عقدها الثاني.
لكن هذه المرة مميزة ومختلفة إذ أن الحدث يأتي في ظل ظروف ومعطيات إقليمية وعالمية استثنائية يواجه فيها العالم تحديات غير مسبوقة فرضتها جائحة كوفيد-19،وتنامي خطر الجماعات المتطرفة والإرهابية، وحالة عدم الاستقرار الإقليمي والدولي عموما وما تمثله من تهديد لفرص التنمية والسلام؛ وهذا الوضع يتطلب بل ويفرض وجود أصوات حكيمة داعمة لجهود تحقيق السلام والاستقرار مثل دولة الإمارات المعروفة بسياستها الخارجية المتزنة.
لهذا فإن دخول الإمارات مجلس الأمن هذه المرة يكتسي أهمية كبيرة؛ خاصة وأن الدولة أصبحت لاعباً إقليمياً فاعلاً، وتوسعت شبكة علاقاتها الدولية بشكل غير مسبوق؛ وهو ما يحمل دلالات عدة مهمة، أولها، أنه يعكس قوة الدولة الناعمة المتنامية، والتقدير العالمي للنموذج المتميز الذي تمثله؛ وثانيها، أنه يُجسد الثقة التي تتمتع بها الدولة في العالم؛ وهي ثقة لطالما عبر عنها قادة العالم وزعمائه؛ وثالثها، ما يمثله ذلك من نجاح للدبلوماسية الإماراتية، ولسياساتها الخارجية عامة التي تلتزم بمبادئ الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي؛ حيث تمثل هذه المبادئ ثوابت في النهج السياسي للدولة منذ تأسيسها.
ولا شك أن الإمارات تعتبر دخولها مجلس الأمن مسؤولية كبيرة بالنظر إلى حجم التحديات التي يواجهها العالم؛ ولذلك فإن الآمال معقودة عليها للعمل مع الأعضاء الآخرين في المجلس لترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية؛ وهي تملك كل المؤهلات التي تمكنها من تحقيق شعار حَمْلتها “نحن أقوى باتحادنا”؛ فالإمارات أولاً، دولة ديناميكيةتتطلع دائماً إلى المستقبل وتسعى لبناء الجسور مع الجميع؛ وثانياً، تتبنى النهج متعدد الأطراف، والعمل مع جميع الدول الأعضاء؛ وثالثاً، تتمتع بالخبرة والفهم الواعي والمدرك لأهمية العمل الجماعي في إيجاد حلول أكثر استدامة للعديد من القضايا التي تهم العالم بناءً، بالطبع، على إرث كبير وعلاقات وثيقة مع جميع الدول والمنظمات الدولية؛ ومن ثم يمكن لها أن تشارك تجربتها مع أعضاء المجلس الآخرين للمساعدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتعزيز التسامح والتنوع الثقافي في العالم.


تعليقات الموقع