الفساد يُكبد بلاد الرافدين 320 مليار دولار.. والفقر يقفز إلى 40%

في دراسة جديدة لـ”تريندز”.. العراق يتخبط بين تأبين الديمقراطية والحنين للديكتاتورية

الإمارات الرئيسية

 

أبوظبي – الوطن:

أصدر «تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة جديدة بعنوان “العراق بين تأبين الديمقراطية والحنين للديكتاتورية”، تؤكد أن التجربة الديمقراطية في العراق تعاني تخبطاً من وجهة نظر العراقيين، وتَجَسد هذا في عدم قدرة نظام ما بعد عام 2003 على تحقيق آمال وتطلعات العراقيين.
وتكشف الدراسة أن الديمقراطية تتآكل في بلاد الرافدين بشكل ملحوظ؛ بسبب عدم الثقة بقدرة الطبقة السياسية الحالية على تطبيقها، وما نجم من مشكلات للعراقيين باسم الديمقراطية.
وتستند الدراسة على استطلاع مسح القيم العالمي world values survey، واستطلاعات الرأي العام العراقي التي أجريت خلال العقد الماضي، والتي خلصت إلى أن هناك نسبة تتراوح بين 75% و80% من العراقيين يفضلون الديمقراطية كنظام حكم.
وتوضح الدراسة أنه على الرغم من حب العراقيين للديمقراطية، فإنهم يميلون إلى اتجاهات الحكم اللاديمقراطي، ليس كرهاً للديمقراطية كنظام حكم، بل استياء من نتائج تطبيقها، في ظل عدم استقرار الأوضاع وسيادة الشعور بعدم الأمان والخوف من المستقبل.
وتشير الدراسة إلى أن خيار الديمقراطية لم يعد هو المفضل لدى العراقيين، حيث كان 71% من العراقيين يعدون الديمقراطية شيئاً جيداً عام 2004، واستمروا بتأييدها حتى بلغوا ذروة التأييد للنظام الديمقراطي عام 2014، ولكن الحال تغير بعد احتلال “داعش” لجزء من الأراضي العراقية، وانخفضت نسبة من قالوا إن الديمقراطية جيدة إلى 57% عام 2019.
وترجع الدراسة فقدان ثقة العراقيين في الديمقراطية إلى تفشي الفساد في كل مفاصل الحياة والدولة، حتى أصبح العراق أحد القابعين الدائمين على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم خلال الـ15 عاماً الماضية، بحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية.
وتطرقت الدراسة إلى أن لجنة النزاهة في البرلمان العراقي قدرت خسائر العراق الناتجة عن الفساد بـ320 مليار دولار، وارتفعت نسبة الفقر إلى 40%، في الوقت الذي تقلص فيه حجم الطبقة المتوسطة إلى 30% العام الماضي 2020.
وكشفت الدراسة أن معدلات البطالة قفزت إلى نحو 25% بين الشباب، ووصلت إلى 50% بين النساء، كما ارتفعت نسبة الأمية إلى 24%، وبلغت نسبة من يخشون فقدان وظائفهم 73%، ويتوقع 76% اندلاع حرب أهلية.
وتوصلت الدراسة إلى أن نحو ثلثي العراقيين يرون أن الانتخابات لا تمنحهم صوتاً في سياسة بلدهم، وينطبق هذا الأمر على تجربة الانتخابات المبكرة التي ستنظم في أكتوبر 2021، في الوقت الذي يفضل فيه 50% من العراقيين أن تتولى المؤسسة العسكرية مقاليد الحكم، حيث ارتفعت نسبة العراقيين الذين يبحثون عن قائد قوي لا يأتي من خلال الانتخابات أو البرلمان ليحكمهم، من 17% عام 2004 إلى 66% عام 2020.


تعليقات الموقع