الصيف في ليوا غير..

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي : كاتبة إماراتية

الصيف في ليوا غير..

من أهم أهداف مهرجان ليوا للرطب الذي يعقد سنوياً في مدينة ليوا في منطقة الظفرة تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ترسيخ المكانة التاريخية لشجرة النخيل والمحافظة عليها وصون الموروث الثقافي والتراثي العريق لأبناء الإمارات ونقله للأجيال المتعاقبة ودعم أصحاب المزارع المنتجة للنخيل والفاكهة والمنتجات الزراعية المحلية وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتعزيز منظومة الأمن الغذائي وتفعيل وتنشيط الحركة الاقتصادية في منطقة الظفرة ، بجوائز بلغت ٨ مليون درهم مع مسابقات متنوعة حيث حرصت اللجنة المنظمة على تطبيق التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية على المشاركين واللجان المشرفة بالتنسيق مع الجهات المختصة بإمارة أبوظبي.

لا شك أن هذه المهرجانات تساهم في تعزيز الموروث الشعبي والهوية الوطنية وفي المحافظة على تراث الأجداد حيث يحظى نخيل التمر في الإمارات باهتمام بالغ، إذ يوجد فيها أكثر من 41 مليون نخلة، وتعد النخلة رفيقة وفيّة لأبناء الإمارات فهي شاهدة على التطور الذي حققته الدولة، فقد حرص المغفور له زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” باني النهضة وقائد التنمية الزراعية الذي عمل على تطوير زراعة النخيل واتساع الرقعة الزراعية في مختلف المناطق، ومن أقواله عن أهمية الزراعة : “أعطوني زراعة أعطيكم حضارة” فقد حول الصحراء إلى تلال خضراء لذلك حققت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية طفرة زراعية مهمة أسهمت في زيادة عدد الأصناف المنتجة محلياً من الخضار والفاكهة إلى ما يزيد عن 70 صنفاً تتمتع بمستوى عال من الجودة وأسهمت في تلبية احتياجات الأسواق المحلية، وباتت العديد من المنتجات الزراعية في الدولة منافساً قوياً للمنتجات الزراعية التي يتم استيرادها من الخارج.
إن منطقة الظفرة الجميلة تعد أرض المهرجانات التراثية واحة غناء وسط الصحراء ، وفي أجواء الصيف هذه يشكل المهرجان موسماً فريدا يعرض من خلاله المزارعون إنتاجهم الوفير من الرطب والفواكه المحلية، مع الالتزام بالتباعد الجسدي بين الأشخاص واللجان المختلفة، وتوفير مواد التعقيم المختلفة، وعمل مسارات خاصة لتسليم المشاركات من الرطب والفاكهة وفق آلية تضمن سلامة الجميع.
ويأتي التنظيم المتميز في سياق الحرص على مساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم من الرطب بأنواعها المختلفة وتشجيعهم على التوسع بزراعة الأصناف الجيدة من التمور، وزيادة العائد الاقتصادي للأسر من إنتاج وتسويق الرطب وطرق مكافحة الآفات التي تصيب أشجار النخيل, والعديد من الفعاليات التي تؤكد أهداف المهرجان والمتمثلة في دعم وتشجيع الثروة الزراعية، خاصة في قطاع النخيل الذي يعتبر ثروة وطنية ذات أبعاد تراثية وتاريخية .
فها هي الإمارات لم تتوقف أنشطتها الثقافية والتراثية إبان الجائحة بل حافظت على عقدها في موعدها المحدد وفق الإجراءات الاحترازية التي يحرص عليها الجميع حفاظا على السلامة العامة، لذلك الإمارات دوما في الطليعة متألقة بانجازاتها المتميزة التي يشار إليها بالبنان.

mariamalmagar@gmail.com


تعليقات الموقع