لقد كانت الإمارات حاضرة بقوة منذ اليوم الأول لنشوب أزمة إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب والمواطنين الأفغان

الأزمة الأفغانية والدور الإنساني للإمارات

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية
الأزمة الأفغانية والدور الإنساني للإمارات

 

 

إن توجيه العديد من قادة دول العالم، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لجهودها الكبيرة في إجلاء مواطني العديد من الدول من أفغانستان، يؤكد حجم التقدير الدولي العميق للدور الإنساني الذي تقوم به الدولة، خاصة خلال الأزمات الدولية، كما يدلل على عرفان المجتمع الدولي لمبادرات الإمارات الطيبة التي تسعى من خلالها لدعم الشعوب التي تتعرض لأي أزمات أو كوارث طبيعية.
فما من أزمة إنسانية تنشب أو كارثة طبيعية تقع في أي مكان في العالم إلا وتسارع الإمارات إلى مد يد العون والمساعدة؛ وذلك انطلاقاً من مبادئ وأسس راسخة تقوم على أن تحقيق التعاون والتضامن الدولي خلال الأزمات والكوارث يمثل ضرورة قصوى للنجاح في مواجهة هذه الأزمات والتغلب عليها والتخفيف قدر الإمكان من تداعياتها وتأثيراتها السلبية على الشعوب والمجتمعات.
لقد كانت الإمارات حاضرة بقوة منذ اليوم الأول لنشوب أزمة إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب والمواطنين الأفغان في أفغانستان. واستشعاراً لمسؤوليتها الإنسانية، بادرت إلى التحرك لدعم جهود الإجلاء، فسهلت مغادرة عشرات الرحلات الجوية التي تقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان، بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمنظمات غير الحكومية، إلى مطارات الدولة، كما سهلت أيضاً عمليات الإجلاء لنحو 8500 أجنبي من أفغانستان وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.
كما وافقت الدولة على طلب أمريكي باستضافة 5000 من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من بلادهم، قبيل توجههم إلى دول أخرى؛ وذلك دعماً للجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل إجلاء المواطنين الأفغان الراغبين في مغادرة بلدهم، وتجسيداً للشراكة القوية والدائمة بين البلدين التي تظهر ملامحها بقوة خلال التعاون بينهما في مواجهة الأزمات الدولية.
ولا يقتصر الدور الإنساني لدولة الإمارات في هذه الأزمة على هذه المبادرات؛ ففي ظل تقديرات تشير إلى أن هناك الآلاف الذين مازالوا عالقين وينتظرون إجلاءهم من أفغانستان، وقد أخذت الدولة على عاتقها دعم الجهود التي تبذلها العديد من الدول الأخرى والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية لإجلاء رعاياها وموظفيها وبعض المواطنين الأفغان؛ وذلك انطلاقاً من كونها عضواً ناشطاً في المجتمع الدولي، وتبذل جهوداً دؤوبة لحماية وإغاثة المحتاجين.
هذه المبادرات والجهود التي بذلتها دولة الإمارات – ولا تزال – خلال أزمة إجلاء الرعايا من أفغانستان ليست أمراً غريباً ولا جديداً عليها، فمنذ تأسيسها على يد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، تسعى الدولة إلى دعم جهود المجتمع الدولي في مواجهة الأزمات والكوارث، والتخفيف من تداعياتها وآثارها السلبية على الشعوب، وليس ببعيد عنا الدور الذي لعبته – ولاتزال – خلال جائحة “كوفيد-19”.
فمنذ اليوم الأول للجائحة، سارعت الإمارات إلى مساعدة مختلف الدول للتغلب على ما تعرضت له من مشكلات نتجت عن هذه الجائحة، حتى شكلت مساعداتها لدول العالم المتعثرة خلال الجائحة 80% من حجم الاستجابة الدولية، إذ بلغ إجمالي مساعداتها الطبية 2154 طناً، تم توجيهها إلى 135 دولة في العالم، كما أرسلت مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، بالإضافة إلى تبرعها بمساعدات عينية بلغ مجموعها 10 ملايين دولار، هذا بالإضافة إلى ملايين الجرعات من اللقاحات التي تبرعت بها للعديد من دول العالم التي تواجه صعوبات في توفير اللقاح لشعوبها.
إن هذا الدور الإنساني الكبير يؤكد أن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة شريك فاعل للمجتمع الدولي لا غنى عنه في مواجهة الأزمات الدولية وإنهائها والتغلب على كل ما ينتج عنها من تداعيات وآثار سلبية، بما يساعد في حفظ السلم والأمن الدوليين.

 


تعليقات الموقع