وسط أزمة بين ضفتي الأطلسي

الخلاف الأمريكي – الصيني ينتقل لأروقة الأمم المتحدة

الرئيسية دولي

 

يعرض كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في الأمم المتحدة رؤيته للصراع المتصاعد بين البلدين، وسط أزمة بين ضفتي الأطلسي حول الإستراتيجية الواجب اتباعها حيال بكين.
وستكون هذه مواجهة عن بعد بين بايدن الذي يلقي كلمة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عند الافتتاح الرسمي للجمعية العامة السنوية، ونظيره الصيني الذي يخاطب الجمعية بعده بقليل عبر فيديو مسجل مسبقا.
وسيؤكد بايدن خلال مشاركته الأولى في هذا الملتقى الأممي الكبير منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير، أنه “لا يسعى إلى خوض حرب باردة جديدة مع أي بلد كان”، بحسب ما أوضحت المتحدثة باسمه جين ساكي، مضيفة “علاقتنا مع الصين ليست علاقة خلاف بل علاقة منافسة”.
كذلك تنقض بكين فكرة قيام حرب باردة جديدة على غرار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في النصف الثاني من القرن العشرين، لكن هذه تكاد تكون نقطة التوافق الوحيدة بين القوتين الكبريين في ظل توتر متزايد في العلاقات بينهما.
ومن المرجح بالتالي أن يعرض شي وبايدن اللذان لم يلتقيا شخصيا حتى الآن، نظرتين إلى العالم على طرفي تقيض.
وثمة ترقب شديد محيط بهذا الملتقى الدبلوماسي السنوي بعدما جرى العام الماضي بشكل أساسي عبر الإنترنت.
ويعتزم الرئيس الأميركي الديمقراطي اغتنام الكلمة التي يلقيها في معقل التعددية، لتأكيد “عودة” بلاده كشريك موثوق لحلفائها بعد عهد سلفه دونالد ترامب الذي اتسم بالخلافات والتوتر.
لكن هذه الرسالة طغى عليها تماما الأزمة المفتوحة التي اندلعت مع فرنسا قبل بضعة أيام في قضية عقد الغواصات مع أستراليا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في 15 سبتمبر تشكيل تحالف إستراتيجي جديد بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا يعرف باسم “أوكوس”.
وأشعل هذا التحالف أزمة حادة بين ضفتي الأطلسي لأنه تم بدون علم الفرنسيين الذين خسروا جراءه صفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع.
وندد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في نيويورك بقرار “قاس” مشيرا إلى “انهيار الثقة بين الشركاء”.
وأدلى قادة الاتحاد الأوروبي بمواقف مماثلة منددين بـ”قلة الوفاء” وبمعاملة “غير مقبولة” لفرنسا. وأعرب وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 خلال اجتماع مغلق عن “دعمهم” و”تضامنهم الواضح مع فرنسا”، على ما أكد وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل.
وسيتابع الأوروبيون خطابات باهتمام خاص إذ تُحتّم عليهم الأزمة تحديد الموقف الواجب اعتماده حيال الصين.
جعل بايدن من الصراع مع العملاق الآسيوي الأولوية الدبلوماسية الكبرى لولايته، وهي أولوية تطغى على جميع المسائل الأخرى، وأشار الرئيس الأميركي بهذا الصدد إلى مواجهة بين الديمقراطيات والأنظمة المتسلطة.
وبإطلاقه الشراكة الإستراتيجية مع بريطانيا وأستراليا، فهو اختار التقارب مع حلفاء يتبعون إستراتيجية المواجهة هذه.
وأسف لودريان لهذا “التوجه التصادمي للغاية” الذي تتبعه واشنطن على ما يبدو حيال بكين، معتبرا أن على الأوروبيين اتباع “نموذج بديل” يقوم على “المنافسة” حتى لو كانت “شديدة” في بعض الأحيان.
ورأت باريس ومعها قسم من الأوروبيين أن التطورات الأخيرة تبرر الحاجة إلى استقلالية إستراتيجية أوروبية، حتى لو أن النقاش لم يحسم تماما بعد حول مسألة امتلاك القارة قدرات عسكرية ذاتية.
وباغت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العديد من أعضاء الأمم المتحدة إذ قرر عدم الحضور إلى نيويورك هذه السنة، قبل أن يتخلى في نهاية الأسبوع الماضي حتى عن إلقاء كلمة مسجلة بالفيديو، على أن يلقي وزير خارجيته كلمة باسم فرنسا عبر الفيديو، تم إرجاؤها إلى نهاية الأسبوع ضمن المناقشة العامة.ا.ف.ب


تعليقات الموقع