حكّم عقلك قبل عاطفتك

الرئيسية مقالات
محمد الحسن :إعلامي

حكّم عقلك قبل عاطفتك

 

 

 

عنوان عريض يحتاجه الكثير منا في هذه الأيام التي كثرت فيها مشاغل الحياة والتواصل وسط الكثير من زحام العمل، نعم العقل أولاً قبل أي قرار وقبل أي تفكير نمر به، لأن العقل دوماً يبحث عن تأصيل الفكرة ويرى أبعادها ليشكل صورة متكاملة في قرار مناسب، أما القلب فهو أداة للمشاعر والتحكم اللاإرادي الذي ينعطف بالمرء إلى منحنى عدم التفكير واللجوء إلى العاطفة التي تضعف العقل وتضعه خارج النص.

تلك المقدمة جعلتني ألقي الضوء على أناس جعلوا من التفكير وإلقاء الأحكام على غيرهم بمقياس واحد وهو ما يصدره القلب من حكم بعيداً عن أية معايير ترتقي بالعقل والمنطق، ذلك التفكير قد يبعدنا بشكل خطير عن التعامل الصحيح مع الأحداث فهو مؤشر غير صحي مبني على الغضب والتعاطف وبعيد كل البعد عن المنطق والحلول المبنية على الأدلة والمقارنات، كيف لا واحترام رأي الآخر من أهم النقاط في حل المشكلات، بل سماع الموقف بدلاً من البناء على رأي فاسد أو متعاطف قلبياً ضد تلك الحالة المراد حلها بشكل سليم.

قرأت عبر الانترنت عبارة وأعجبتني وهي التوسط في كل شيء والجميل فيها أن نضع قليلاً من العاطفة في عقولنا كي تلين ونضع كثيراً من عقولنا على قلوبنا كي نستقيم، جميلة هي الحياة بتضادها وجميلة في بساطتها فكم من شخص حكمنا عليه حكماً خاطئاً لمجرد أن نظرنا إليه وكم من شخص أرسلنا له التهم بمجرد أن وردنا خبر من شخص مقرب لنا دون النظر في الأمر وتمحيصٍ لمفرداته، فلا نحكم على الناس من مظهرهم ، بل نبحث عن أصل الموضوع ونبحث في خلفياته ونحكم العقل كثيراً قبل أن نصدر الأحكام، لأن ما تخسره اليوم لن تكسبه غداً وإن كسبته فلن يعود كسابقه.

 

alkheyal@hotmail.com


تعليقات الموقع