مفهوم الاستدامة واسع ومتشعب وهو يشمل ركائز أساسية أهمها حماية البيئة التي تحظى بنقاش كبير ومتزايد

تحفيز الجهود الرامية إلى تحقيق الاستدامة عالمياً

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات
6874-etisalat-family-plan-campaign-728x90-ar

 

اتجاهات مستقبلية

 

تحفيز الجهود الرامية إلى تحقيق الاستدامة عالمياً

 

 

 

يحظى موضوع الاستدامة باهتمام متزايد على المستوى العالمي. فالاستدامة التي تعني – كما حددتها الأمم المتحدة – تنمية تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها المستقبلية، لها فوائد عدة، سواء على المستوى القصير أو الطويل. فالموارد التي حبا الله سبحانه وتعالى بها الأرض رغم كثرتها وربما عدم القدرة على إحصائها أو الإحاطة بها، هي في النهاية موارد محدودة، كما أن الكثير منها في حالة نضوب أو سينضب ربما في وقت أبكر مما كان متوقعاً له، حيث ستنقرض مثلاً أعداد كبيرة من الأنواع الحيوانية والنباتية، وقد يتضرر الغلاف الجوي بشكل لا يمكن إصلاحه. ومن هنا ينبع الحديث عن أهمية تحقيق الاستدامة بما يعنيه ذلك من الحفاظ عل استدامة الموارد وتوفير البيئة الصحية والهواء النظيف والظروف الجوية النقية وغير الضارة، وغيرها من الأمور المهمة لتحقيق حياة الاستدامة، بل هي من فوائد أو عوائد الاستدامة أصلاً.

ومن المعروف أن مفهوم الاستدامة واسع ومتشعب وهو يشمل ركائز أساسية؛ أهمها حماية البيئة التي تحظى بنقاش كبير ومتزايد، وهي تعني تقليل البصمة الكربونية واستخدام المياه، والتعبئة غير القابلة للتحلل، والعمليات المهدرة كجزء من سلسلة التوريد. ويمكن أن تكون هذه العمليات في كثير من الأحيان فعالة من حيث التكلفة، ومفيدة من الناحية المالية وكذلك مهمة للاستدامة البيئية.

وهناك النمو الاقتصادي أيضاً، والذي ربما يبدو أبسط أشكال الاستدامة. فلكي تكون الأعمال التجارية مستدامة اقتصادياً؛ يجب أن تكون مربحة وأن تنتج إيرادات كافية لتستمر في المستقبل، والتحدي مع هذا الشكل من الاستدامة هو تحقيق التوازن. وبدلاً من جني الأموال بأي ثمن، كما تفعل الكثير من الشركات، يجب عليها جني الأرباح، وفقاً لعناصر الاستدامة الأخرى.

أما التنمية الاجتماعية فهي من أهم الركائز أيضاً، حيث تتضمن معاملة الموظفين بإنصاف وضمان المعاملة المسؤولة والأخلاقية والمستدامة للموظفين وأصحاب المصلحة والمجتمع الذي تعمل فيه الشركات والمؤسسات المختلفة، ويمكن تحقيق هذا من خلال مزايا أكثر استجابة، مثل مزايا أفضل للأمومة والأبوة، وجدولة العمل المرنة، وفرص التعلم والتطوير، وغيرها من الأمور التي تضمن العدل للعمال والموظفين وتوفر لهم بيئة عمل آمنة أيضاً.

لهذا كله فإن الاستدامة تحظى باهتمام كبير على المستوى الدولي، وتعمل كل الدول الحريصة على رفاه شعبها وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة على تحقيق الاستدامة، وفي الطليعة منها دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعطت موضوع الاستدامة ومنذ وقت مبكر أولوية كبرى، بل وأصبحت عنواناً رئيسياً في نهجها الحكومي ومكوناً محورياً لدى كل الجهات وفي كل المؤسسات على اختلاف مهامها ووظائفها، حيث تبنت الدولة السياسيات والاستراتيجيات اللازمة، والعديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة، وفي هذا السياق يأتي أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي انطلقت فعالياته يوم الاثنين ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي، بمشاركة دولية واسعة، وتستمر حتى 19 يناير الجاري. ويعد أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة عالمية تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، بالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص، وتهدف إلى تسريع وتيرة التنمية المستدامة. وقد دأب الأسبوع على أن يجمع تحت مظلته نخبة من صناع السياسات وخبراء القطاعات ورواد التكنولوجيا وجيل الشباب من قادة الاستدامة.

ويركز أسبوع أبوظبي 2022 على تحفيز الجهود الرامية لتحقيق الاستدامة واتخاذ خطوات وإجراءات فعالة ضمن ثلاثة محاور، هي: التعاون الدولي؛ والقيادة والتنمية الاقتصادية؛ والتكنولوجيا والابتكار. وفي هذا الإطار يوفر الأسبوع سلسلة من الفعاليات الرفيعة المستوى التي تستقطب المشاركين من مختلف أنحاء العالم، حيث يستقطب هذا العام مجموعة متميزة من القادة والخبراء المهتمين بتغير المناخ، بمن فيهم زعماء الدول وصناع السياسات وخبراء الاستدامة ورواد التكنولوجيا، إضافة إلى عدد من القيادات الشابة المختصين والمهتمين بهذا المجال.

 

 

 


تعليقات الموقع