عزمٌ وإنجاز

الإفتتاحية

عزمٌ وإنجاز

 

قبل سنوات قليلة وفي نهاية العام 2019.. وبدون سابق إنذار سرعان ما تحولت الأنباء القادمة من الصين حول تفشي وباء جديد غير معرف سابقاً إلى “تسونامي” من الرعب الذي هز العالم وفرض شروطاً وقوانين صارمة على مختلف الدول كان أبرزها الإغلاق لدرجة بدت الكثير من العواصم والمدن الكبرى أشبه بمدن أشباح، وهو ما رافقه أزمات في قطاعات أساسية مثل الغذاء والصحة والاقتصاد، لدرجة اعتبر البعض أن الجائحة تمثل تاريخاً جديداً في مسيرة البشرية .. لكن الإمارات وهي محط أنظار العالم  وفي ظل قيادة لا تعرف المستحيل أثبتت قدرة لا متناهية على إعادة تصويب التاريخ.

بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”.. يشكل إعلان الإمارات عن تحقيق مستهدفات “الحملة الوطنية للقاح كوفيد19″، وإكمال تطعيم وتحصين 100% من الفئات المستهدفة بالدولة، عبر تقديم قرابة 25 مليون جرعة لقاح.. نتيجة حتمية لعزيمة لا تلين وجهود لا تعرف المستحيل وثقة مطلقة بالقدرة على قهر التحديات في ظل قيادة جعلت الإنسان وسلامته في صدارة الأولويات، وأشرفت بشكل مباشر على كافة الخطط المعمول بها على المستوى الوطني، فانتصرت الإمارات وأثبتت أنها الأقوى والأكثر قدرة واحترافية على مجابهة المخاطر والأسرع تعافياً في العالم.. كما أن الحملة عكست مدى ترابط المجتمع ووعيه من خلال قناعة الجميع بأن تلقي اللقاح واجب ليكون كل فرد شريكاً في الجهود حفاظاً على صحته وسلامة الآخرين.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد بحجم وطن أدخل السكينة والأمان إلى نفوس شعبه وكل من يعيش على أرض الإمارات مطمئناً وموجهاً ومبشراً بالانتصار منذ الأيام الأولى لظهور “الجائحة”، وستبقى عبارة “لا تشلون هم” التي نزلت برداً وسلاماً على قلوب الجميع محطة في تاريخنا المجيد، وكانت كفيلة بأن تستمر الحياة الطبيعية والإيمان بأن الجهود التي تتم ضمن خطة وطنية شاملة سوف تضمن كسب التحدي، وخلال ذلك أكدت الإمارات أنها وجهة الأمل وأكد العالم ثقته بنهجها وسارع لاختيار سموه رجلاً للإنسانية لجهوده المباركة وأياديه البيضاء التي كان لها الدور الأكبر في استعادة عشرات الدول الثقة بالصمود والتعافي من خلال دعم الفرق الطبية وتقديم المساعدات الإغاثية للمجتمعات المحتاجة مما كان له أكبر الأثر في النتائج المحققة فيها.

الإمارات حققت إنجاز التطعيم وأثبت قدراتها العلمية وشراكاتها المفيدة عبر تصنيع اللقاحات وتأمينها لتحقيق المناعة الجماعية ومحاصرة الإصابات والحد من تداعياتها، فعملت الفرق المختصة من أبطال خط الدفاع الأول بكل شجاعة وتفان لتكون عند حسن ظن القيادة والوطن، ولتكتب الإمارات فصلاً جديداً من النجاح الذي يعكس قدرات قل مثيلها، وبما يجسد قوة الاستراتيجية الوطنية في مواجهة الجائحة.


تعليقات الموقع