“مدارس الأجيال” خطوة رائدة

الإفتتاحية

“مدارس الأجيال” خطوة رائدة

 

تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بالتعليم، وتحرص القيادة الرشيدة على استدامة التطوير والتحديث الخاص بمجمل العملية التعليمية ضمن رؤية طموحة تستبق المستقبل وتعتمد تحديث المناهج والأسلوب والقدرة على إنتاج العلوم والمعارف ضمن استراتيجيات متقدمة تراعي أفضل المعايير المعتمدة وتكون كفيلة بتعزيز موقع الدولة التنافسي عالمياً، وفي الوقت ذاته تأكيد أهمية تكريس القيم النبيلة للمجتمع وتعميق الانتماء وترسيخ الأخلاق التي تشكل بمجملها مكونات رئيسية للهوية الوطنية، لذلك فإن كل ما يتعلق بالتعليم يأتي في صلب الخطط والجهود الهادفة كما يؤكد دائماً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، من أن: “التعليم أولوية” وقول سموه في إحدى المناسبات: “تحقيق جودة التعليم ونوعيته يأتي على رأس أولوياتنا وأهدافنا التنموية ورؤيتنا الطموحة نحو المستقبل”.. وتؤكد مباركة سموه للتغيير الهيكلي في قطاع التعليم على مستوى الدولة الرؤية البعيدة والهادفة، وتشكل “مدارس الأجيال” نموذجاً جديداً للمدارس الحكومية لدعم التنمية وتوفير فرص أكثر للطلبة تناسب توجهاتهم وتلبي احتياجات سوق العمل ضمن عملية شاملة يتشارك بها المجتمع والقطاع الخاص لتأهيل جيل قيادي صانع للمستقبل، خاصة أن النموذج المحدث يجمع بين المناهج الوطنية المعتمدة في اللغة العربية والتربية الإسلامية والأخلاقية والاجتماعيات، وبين المناهج الدولية في المواد العلمية كالرياضيات والعلوم.

“مدارس الأجيال” التي تتكفل الحكومة بكافة مصاريفها التشغيلية ورسوم الطلبة وتشمل  10 مدارس مختلفة بدءاً من العام الدراسي القادم وتستهدف 28 مدرسة خلال 3 سنوات .. محطة فارقة في تطوير العملية التعليمية ومرتكزاً جديداً لتكون المخرجات على قدر التطلعات في التنمية الشاملة وتتم من قبل مختصين أكفاء كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بالقول: “بعد التغييرات الهيكلية الأخيرة التي اعتمدها أخي رئيس الدولة لقطاع التعليم، تنطلق اليوم أولى المشاريع التحولية التعليمية “مدارس الأجيال” وهي نموذج ضمن نماذج مختلفة سيتم إطلاقها، حيث تدير مؤسسات تعليمية خاصة مشهود لها بالكفاءة بعض المدارس الحكومية، نستهدف 14 ألف طالب ضمن هذا النموذج”.

أي تطور يبقى رهناً بما يمتلكه الإنسان من علوم وما يتسلح به من قدرات علمية، وفي وطننا تعكس الإنجازات في عدد من القطاعات الحيوية ذات الأولوية كالفضاء والطاقة النووية السلمية على سبيل المثال نجاحاً عظيماً للعملية التعليمية برمتها وبناء كوادر وكفاءات وطنية على مستوى عالي ليكون الجميع على قدر المسؤوليات والآمال الكبرى المعلقة عليهم في تقدم الدولة وهي تنطلق نحو الخمسين عاماً الثانية رافعةً سقف التحدي في كافة الميادين ومؤكدة الثقة المطلقة بعزيمة أبنائها وعقولهم النيرة القادرة على صناعة الفارق من خلال إبداعهم وعملهم وتنمية مهاراتهم.


تعليقات الموقع