مجتمع آمن ومحصن ضد الإدمان

الإفتتاحية

مجتمع آمن ومحصن ضد الإدمان

 

المجتمعات القوية هي التي تنجح في بناء الإنسان وتحصينه بالمناعة اللازمة في مواجهة الكثير من الآفات الكارثية والمدمرة كالمخدرات والسموم وما تشكله من تهديد لأمن واستقرار وتقدم المجتمعات وتنميتها، وبفضل قيادتنا الرشيدة ونهجها الصائب ووعي وأصالة المجتمع والجهود المشرفة للجهات المختصة وتعاونها المثمر والبناء والتكاتف مع مختلف الجهات المجتمعية، والمنظومة القانونية والتشريعية التي تحرص على الجانب الإنساني وتأمين كل فرص العلاج والتعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية، فإن السلامة نعمة راسخة وثابتة في مجتمع الإمارات العصي على آفة المخدرات وما تشكله من خطر، حيث أن الجهود المتواصلة تؤكد أهمية دور كافة الجهات وتعاونها وفق قواعد تهدف إلى تأمين الوقاية من خلال استراتيجيات متقدمة وعصرية وحملات دائمة لتعزيز الوعي الخاص بالمجتمع وتهدف لحماية كافة مكوناته وشرائحه، والتي يمثل الإعلام ممكناً رئيساً وهاماً لإيصال رسائلها ونجاحها، بالإضافة إلى ما تقوم به الأجهزة الأمنية من جهود مباركة والتي تحققت بفضل حرصها وكفاءتها وخبراتها الكثير من الإنجازات سواء على المستوى المحلي أو الدولي عبر الإيقاع بضعاف النفوس والمروجين والشبكات الإجرامية.

إطلاق الاستراتيجية المتكاملة لمكافحة الإدمان في إمارة أبوظبي “2022-2024” تحت شعار “مجتمع آمن من الإدمان” من قبل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، تشكل مبادرة شاملة هدفها سلامة الجميع وإنقاذ المتعاطين من الغرق في الإدمان وطريقه المأساوي وما ينتج عنه من كوارث تسببها المخدرات، والعمل على تقديم العلاج وإعادة الدمج في المجتمع وفق النصوص القانونية المعمول بها، وبالتالي تأكيد التعاون على مختلف الصعد لتحقيق أهداف “الاستراتيجية”.

حماية المجتمع وتحصين كافة شرائحه من الوقوع في براثن الإدمان مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية، والتزام حضاري يعكس وعياً ونبلاً في التوجهات وحرصاً على سلامته ليكون صحياً ومنفتحاً وخالياً من “المخدرات”، ولا شك أن ما تتمتع به كافة الخطط والمبادرات من فاعلية قد أثمر نجاحات، وعكس مدى ما ينعم به مجتمع أبوظبي والإمارات من قوة وترابط وتلاحم وقدرات على العمل المثمر والبناء.

نثق تماماً أن “الاستراتيجية” ستحقق أهدافها التي تضيف مدماكاً إلى حصن الوعي في مواجهة آفة السموم، وستبقى كافة مدن الإمارات واحات عامرة بالحياة والصحة والسلامة والتنمية التي تقوم على جهود الجميع والتعامل مع جميع التحديات التي يمكن أن يتعرض لها أي مجتمع ومواجهتها وتقديم كل ما يلزم للقضاء عليها عبر الوعي والتعليم والتكاتف والمبادرات التي تشكل بمجملها حصناً يستحيل معه على من يمكن أن يسببوا أي خطر على المجتمع من تنفيذ مآربهم أو تحقيق أطماعهم.


تعليقات الموقع