أبوظبي – الوطن:
نظم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة جلسة نقاشية بعنوان “مستقبل الإعلام العربي في ظل التحولات الدولية الراهنة”، ضمن مشاركته في فعاليات “الكونغرس العالمي للإعلام 2024” الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” خلال الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر. وتأتي هذه الجلسة ضمن الجهود المستمرة التي يبذلها المركز لتسليط الضوء على القضايا الحيوية المرتبطة بالإعلام ودوره المتغير في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
استضافت الجلسة الأستاذ ضياء رشوان، رئيس مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمنسق العام للحوار الوطني بجمهورية مصر العربية، والرئيس الفخري للاتحاد العام للصحفيين العرب وأدار الجلسة الدكتور إبراهيم غالي المستشار الأكاديمي للمركز، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية والأكاديمية.
تناولت الجلسة مجموعة من القضايا المحورية المتعلقة بمستقبل الإعلام العربي، مع التركيز على التحولات واقع ومستقبل هذا الإعلام، ومدي قدرته على التأكيد على قدرة وإمكانيات المنطقة العربية، واستعرضت الجلسة دور الإعلام العربي في تغطية الأحداث العالمية الكبرى مثل حرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان والانتخابات الأمريكية.. إلخ. معايير أداء وتأثير وسائل الإعلام العربية على المستوى العالمي، والمحددات الرئيسية لمستقبل دور الإعلام العربي.
وقد أستهل ضياء رشوان حديثه بالإشارة إلى تطور الإعلام العربي تاريخياً منذ بداية نشأته، وصولاً إلى المرحلة الراهنة، مؤكداً على أن وسائل الإعلام العربية نجحت في التعامل مع الأزمات العربية الراهنة، خاصة في غزة ولبنان، ونقل ما يجري إلى العالم، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام العربية امتلك القدرة والإمكانيات وكانت سباقة في نقل تطورات الأحداث.
وأوضح أن تطور الإعلام العربي جاء في سياق فرضته الظروف والأوضاع بشكل عام، فكل دول العالم عملت على إنشاء فضائيات ووسائل إعلام موجه إلى العالم العربي، وناطقة باللغة العربية، لنقل الأحداث والتطورات في المنطقة، مما فرض أيضاً على وسائل الإعلام في المنطقة أن تطور من قدراتها وإمكانياتها للمنافسة، مؤكداً على أن المهنية والمصداقية هي التي تؤكد على القدرة على نجاح وسائل الإعلام وقدرتها على الاستمرارية.
من ناحية أخري أوضح ضياء رشوان أن هناك تحديات يوجهها الإعلام العربي التقليدي، تتمثل في أن وسائل الإعلام غير التقليدية ممثلة في وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دوراً باعتبارها وسائل إعلام، وأصبحت مصدراً للإخبار، بغض النظر عن مصداقية تلك الاخبار أو مهنيتها، مما يفرض تحدي على وسائل الإعلام العربية التقليدية بضرورة تطوير إدائها ورسالتها الإعلامية، مشدداً مرة أخري على أن المهنية والعمل الاحترافي من أهم الأسس لاستمرار نجاح وتقدم وسائل الإعلام العربية.
وبالإشارة إلى قدرة وسائل الإعلام العربية على المنافسة دولياً أشار رشوان إلى أن وسائل الإعلام العربية قادرة على هذه المنافسة، ولكن من منطلق عرض وتقديم وعي حول القضايا العربية، وأن لديها الإمكانيات والقدرات لمنافسة وسائل الإعلام الغربية.
من ناحية أخري، لفت رشوان إلى تصاعد ظاهرة الإعلام الشرقي، واهتمام دول مثل الصين وروسيا بإن يكون لها وسائل إعلام مؤثرة على المستوي الدولي، وأنها استطاعت أن تتقدم وليكون لها مكاناً في المنافسة على الصعيد العالمي في مجال الإعلام.