اتجاهات مستقبلية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية

مراكز الفكر والجاهزية للمستقبل

 

في فعاليتيْن منفصلتيْن متصلتيْن متزامنتيْن، وفي سياقيْن مختلفيْن، يسعى خبراء ومفكرون للإجابة عن تساؤل رئيسي مفاده: هل نحن جاهزون للمستقبل حقًّا؟
الفعالية الأولى يعقدها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» عبر مكتبه الافتراضي في مصر، على هامش مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وبالشراكة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، ومكتبة الإسكندرية، في ندوة بعنوان «تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة.. رؤى وتصورات مستقبلية»، وذلك يوم 27 يناير الجاري، بالعاصمة المصرية القاهرة.
أمّا الفعالية الثانية فقد عُقدت في 26 يناير الجاري بمدينة إكسبو دبي، وهي النسخة الثانية من “ملتقى الإمارات للمستقبل”، تحت عنوان “هل نحن جاهزون للمستقبل”، وذلك بهدف بحث متغيرات المستقبل والاقتصاد والبنية التحتية الذكية والصحة، بمشاركة وزارية وأكثر من 500 مسؤول حكومي من 50 جهة اتحادية ومحلية، وخبراء عالميين في استشراف المستقبل، وبمشاركة معتبرة من تجارب مستقبلية ناجحة من الجهات الاتحادية والمحلية وكذا التجارب الشبابية. وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى يهدف إلى تعزيز ثقافة وقدرات الجاهزية للمستقبل في دولة الإمارات، وتعزيز التكامل والتعاضد المؤسسي والمجتمعي؛ للارتقاء بجهود التأهب للمتغيرات المحتملة بين الجهات الحكومة في مختلف القطاعات.
وتلتقي الفعاليتان في موضوعهما وإثراءهما للنقاش العلمي الجاد والمستفيض حول ثلاثية “استشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة”، وهي الثلاثية البحثية التي تتصدر أجندات النقاش العام في مناسبات مختلفة محلية وإقليمية ودولية. ولعل ذلك يأتي من أهمية ما توليه دولة الإمارات من استعداد للمستقبل بأدواته الناجحة، وهو ما انعكس في خطوات عملية اتخذتها المؤسسات الاتحادية والمحلية الإماراتية منذ سنوات، كان آخرها قبل يومين، حيث أعلنت حكومة أبوظبي عن إطلاق “استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027″، لتعزيز مسيرة التحول في الإمارة نحو حكومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتنتهي بترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي. كما تسعى هذه الاستراتيجية إلى تطوير معايير رقمية متقدمة لضمان أعلى مستويات الأمن السيبراني، مما يمكنها من التنبؤ بالتحديات المستقبلية ومعالجتها بفعالية عالية.
وتماشيًا مع ذلك، تلعب مراكز الفكر دورًا رئيسيًّا في الجاهزية للمستقبل واستشرافه، وذلك من خلال عدد من الأدوات والمبادرات التي تُسهم في تعزيز قدرة المجتمعات على التعامل مع التحديات المستقبلية واستغلال الفرص. أحد هذه الأدوات هو إجراء بحوث معمقة حول القضايا المستقبلية المحتملة، والتي تُعَدُّ قضية مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أحد أولوياتها المعتبرة، حيث تُقدم هذه المراكز تحليلات استشرافية تعتمد على بناء وتصميم سيناريوهات مختلفة لتوقع المسارات المستقبلية لهذه الموضوعات.
وتزيد مراكز فكر أخرى على ذلك بوضع سياسات استباقية، عبر الإسهام في تصميم سياسات واستراتيجيات تُمَكِّن الحكومات والمؤسسات من التعامل الفعّال مع التحديات المستقبلية، وتقديم توصيات مبنية على دراسات علمية وتحليل دقيق للبيانات. وتقوم مراكز أخرى بمراقبة ورصد التطورات العالمية والمحلية في مختلف المجالات المتصلة بقضايا المستقبل والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وبقضايا الطاقة المستدامة والمخاطر المستقبلية المرتبطة بها.
في النهاية؛ ينبغي الإيمان بأن استشراف المستقبل، والتأهب له بما يرفع درجة وعي المجتمعات واستعدادها، مستفيدةً من منافعه المحتملة، هو غاية لا تُنال إلا بالبحث العلمي الجاد والمناقشات العامة والعلمية الرصينة. ولا غرو أن يعتمد “تريندز للبحوث والاستشارات” شعارًا له، عنوانه “استشراف المستقبل بالمعرفة”.


تعليقات الموقع