أعلن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند أمس أن الحكومة لا تضع أي “خطوط حمراء” في محادثاتها مع حزب العمال المعارض الرئيسي لكسر الجمود في البرلمان بشأن بريكست.
وقال هاموند للصحافيين خلال اجتماع لوزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بوخارست إن “نهجنا حيال هذه النقاشات مع حزب العمال هو أن لا خطوط حمراء لدينا”.
وأضاف “نتوقع تبادل مزيد من النصوص مع حزب العمال اليوم، لذلك إنها عملية متواصلة وأتوقع بأن نصل إلى شكل من أشكال التفاهم”.
ويتفاوض كبار الوزراء مع قادة حزب العمال في مسعى للتوصل إلى تسوية لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر والسماح لبريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي بسلاسة بعد عضوية استمرت 46 عاما.
لكن بعد ثلاثة أيام من المحادثات، أعرب حزب العمال الجمعة عن “خيبة أمله” إزاء فشل الحكومة في تقديم “أي تغيير فعلي” أو تقديم “تسوية” لحل الخلاف المرتبط باتفاق بريكست الذي أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي في يناير.
ورفض أعضاء مجلس العموم اتفاق ماي ثلاث مرات، ما تسبب بتأجيل موعد انسحاب بريطانيا الأصلي من التكتل الذي كان مقررا في 29 مارس وأدخل العملية برمتها في حالة من الفوضى.
وأجبرت ماي قبيل قمة للاتحاد الأوروبي المزمع عقدها الأربعاء على طلب إرجاء موعد الانسحاب حتى 30 يونيو لمنع خروج لندن من التكتل بدون اتفاق الجمعة المقبل.
لكن بإمكان القادة الأوروبيين الذين يزداد تململهم من الشلل البرلماني في بريطانيا أن يعرضوا تأجيلا بمدة أقصر أو أطول قد تصل إلى عام.
ويتعين على دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الموافقة بالإجماع على أي إرجاء للانسحاب.
وحض هاموند، الذي أيد البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016، زملاءه المحافظين الذين تنقسم مواقفهم على إبداء المرونة.
وقال “علينا أن نظهر انفتاحا في الاستماع إلى اقتراحات الآخرين ويقدم البعض في حزب العمال اقتراحات أخرى”.
ويحض حزب العمال ماي على القبول بعلاقة أكثر تقاربا مع الاتحاد الأوروبي لفترة ما بعد بريكست تشمل البقاء في اتحاد جمركي.
ورفضت رئيسة الوزراء هذه الفكرة في الماضي كونها تمنع بريطانيا من إبرام اتفاقيات تجارية خاصة بها مع قوى كبرى على غرار الولايات المتحدة والصين.
وبعدما رفض أشد أنصار بريكست في صفوف حزبها مرارا دعم خطتها خوفا من أنها ستبقي البلاد مرتبطة بأوروبا بشكل واسع، توجهت الأسبوع الماضي إلى حزب العمال، ما أثار حفيظة الكثير من المحافظين.
بدورها، أكدت وزيرة داخلية الظل في حزب العمال دايان آبوت أن حزبها منخرط في المحادثات “بحسن نوايا، إلا أن فريق ماي يبدو غير مستعد للتنازل”.
وقالت لشبكة “بي بي سي” “هناك قلق من أن الحكومة لا ترغب في تعديل الإعلان السياسي”، في إشارة إلى الجزء في اتفاق ماي الذي يحدد شكل العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي.
وأضافت “ربما يتعين على الحكومة إظهار مرونة أكثر من تلك التي أظهرتها حتى الآن”.
ورغم تعثر المناقشات حول بريكست واحتمال إرجاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مرة جديدة، باشرت المملكة المتحدة إصدار جوازات سفر لا تحمل إشارة “الاتحاد الأوروبي”، في موقف رمزي يبرز صعوبات آلية الطلاق.
وأعلنت متحدثة باسم وزارة الداخلية السبت في بيان أن جوازات سفر باللون الأحمر الخمريّ “لا تحمل عبارة الاتحاد الأوروبي على غلافها وضعت قيد التداول في 30 مارس”.
وأوضح البيان أنه “بغية تصفية المخزون المتبقي سيستمر إصدار جوازات سفر تتضمن عبارة الاتحاد الأوروبي لمدة قصيرة بعد هذا التاريخ”، مؤكدة أنّ وجود العبارة أو غيابها لا يؤثر على قدرة حامل الوثيقة على السفر.
وأثارت هذه الخطوة الرمزية ردود فعل كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، سواء من مؤيدي بريكست أو معارضيه.
وعلق أحد مستخدمي تويتر “من الجيد أن نعرف ذلك. عليّ أن أجدده وأنا متلهف لرؤية هذه العبارة السرطانية تسحب عن جواز سفري”.
من جهة أخرى تساءلت سوزان هندل بارون “ما زلنا في الاتحاد الأوروبي. لماذا لا يعكس جواز سفري الجديد ذلك؟”، معربة عن “استياء حقيقي”.
وكان من المقرر أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، بعد عامين تماماً من تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تنظّم خروج احدى الدول الاعضاء.ا.ف.ب
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.