قبل أيام قليلة من إزاحة عمر البشير من الرئاسة السودانية، اشتعلت مواقع التواصل بفيديو لفتاة تقف فوق سيارة وتنشد في المعتصمين، مرددة أبياتاً من قصيدة ثورية تقول “إحنا اللي سقينا النيل.. من دمنا الفاير.. ما بننكتم نسكت.. في وش عميل جاير.. الطلقة ما بتحرق.. بيحرق سكات الزول”.
لفت هذا الفيديو الأنظار إلى مشاركة السودانيات وبقوة في التظاهرات الداعية لإسقاط البشير ونظامه. وكان موقفان قد أثارا غضب السودانيات الأمر الذي دفعهن للمشاركة في الاحتجاجات.
وفي هذا السياق، قالت تهاني أبو شيبة، إحدى الناشطات المشاركات في الاعتصامات، إن مشاركة النساء في التظاهرات لفتت الأنظار بشدة، وساهمت في إنجاح الثورة.
وأضافت أن “مشاركة السودانيات في ميادين الاعتصامات ضد حكم البشير والإخوان الإرهابيون بدأت بقوة بسبب موقفين مؤثرين أغضبا الجميع من تصرفات النظام السابق”.
وشرحت أن الموقف الأول هو “عندما رفضت والدة أحد القتلى الذي لقي مصرعه على يد قوات الأمن في التظاهرات تقبل العزاء في ابنها إلا بعد سقوط النظام. وشاركت هذه الأم مع أخريات من أمهات قتلى وضحايا القمع في الاعتصامات، فألهبن حماسة السودانيات مما دفعهن للمشاركة”.
أما الموقف الثاني فهو، بحسب أبو شيبة، “اعتداء قوات الأمن على الطالبات والفتيات المشاركات في الاعتصامات واحتجاز بعضهن، فضلاً عن تزامن ذلك كله مع حلول يوم 8 مارس وهو يوم المرأة العالمي، فانطلقت النساء السودانيات ليشاركن في المظاهرات ويحتشدن في الميادين حتى إسقاط النظام”.
وأضافت الناشطة أن “ما كان لافتا هو أن الغضب ضد النظام السابق وممارساته ساهم في توحيد القبائل ضده، وجمع الفرقاء السياسيين على هدف واحد، وهو إسقاطه، مهما كانت التضحيات”، مضيفةً أنه “ولأول مرة نجد القوى اليسارية والليبرالية والإسلامية المعتدلة، تقف في خندق واحد، وتتفق على هدف واحد رغم اختلاف الإيديولوجيات”.وكالات
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.