“لقاء العلمين” وحتمية التضامن العربي

الإفتتاحية

مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، في “لقاء العلمين” التشاوري الأخوي الذي دعا إليه فخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، بمشاركة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، تعكس حرص الإمارات على دعم كافة التوجهات والجهود العربية الفاعلة والقائمة على التنسيق المشترك، وهو ما أكده سموه بالقول: “سعدت بمشاركة إخواني القادة لقاء العلمين التشاوري الأخوي.. دولة الإمارات ماضية في التنسيق الفاعل مع الأشقاء لتعزيز العمل العربي المشترك ودعم الجهود المخلصة لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة”.. حيث أن مواقف دولة الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة لخير الأمة العربية تتميز بسداد التوجهات والسياسة الحكيمة التي تعتمدها، إذ يمثل الشأن العربي أولوية راسخة انطلاقاً من الثوابت الأخوية التي تعكسها مواقف الدولة دائماً وتؤكد أهمية التضامن العربي والعمل الجماعي في كل ما يواكب تطلعات الشعوب بالتنمية والاستقرار، وأهمية التنسيق المشترك للتعامل مع التحديات المتعاظمة على المستويات كافة، وهو نهج راسخ في سياسة الدولة لخير أشقائها وتحرص على أن تكون سباقة في كل عمل مشترك لتعزيز التنسيق والتفاهم والتعاون.

“لقاء العلمين” يكتسب أهمية مضاعفة كونه يأتي في وقت يشهد فيه العالم الكثير من التحديات التي يتجاوز تأثيرها وتداعياتها حدود المناطق التي توجد بها، إذ جدد الزعماء المواقف الحكيمة من خلال تأكيد أهمية السلام والاستقرار والتعاون انطلاقاً من الثوابت الراسخة في سياسة الدول الأربع الشقيقة الداعمة للتضامن العربي الواجب والتعامل مع كافة القضايا والمستجدات بحكمة ودبلوماسية وإنجاز حلول سياسية للأزمات فضلاً عن كون اللقاء التشاوري يأتي قبل القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نوفمبر القادم والآمال المعلقة عليها لتعزيز الشراكة والتكامل العربيين.

“التضامن العربي” ضرورة استراتيجية في عالم يغص بالأزمات والتحديات على الصعد كافة، والمنطقة العربية بحكم أنها في قلب العام فهي من الأكثر تأثراً بالهزات الناجمة عن زلازل الصراعات والخلافات المتفجرة على الساحة الدولية، ولذلك فإن كل تجمع عربي على غرار “لقاء العلمين” يشكل نواة فاعلة لتكون منطلقاً نحو توسع التحالف والتعاون والتفاهم والتنسيق العربي الذي يشكل حصناً للجميع في مواجهة أي مخاطر محتملة ولمنع التدخل في الشؤون العربية وحماية الأمن القومي انطلاقاً من رؤية هادفة تغلب جهود الاستقرار وتشكل بوصلة لتحقيق أهداف الدول المؤمنة بأهمية وحتمية وحدة الصف العربي، ومشاورات العلمين تؤكد اليقظة التامة بحجم التطورات ورسالة أمل وطمأنة لجميع الشعوب العربية باستراتيجية يحرص عليها قادة شجعان بعزيمة لا تلين لكل ما فيه خير أمتهم.


تعليقات الموقع