أمن الغذاء أولوية وطنية استراتيجية

الإفتتاحية

 

 

تطوير الكثير من القطاعات يعتبر ركيزة لمستقبل الأمم والشعوب والحياة ذاتها، ويبرز بشكل جلي ما يمثله تأمين الغذاء في جميع مراحله من تحد كبير في ظل عالم متغير تنعكس أحداثه على تأمين الموارد اللازمة وسلاسل التوريد مع ازدياد الطلب وارتفاع الأسعار الكبير، إذ تتزايد الحاجة الملحة إلى التعامل مع تلك الملفات بنهج إبداعي وابتكاري وتأمين إنتاج وموارد محلية وهو ما أدركته دولة الإمارات بفضل القيادة الرشيدة ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وقوة وفاعلية جهود الدولة الاستثنائية واستشرافها المبكر للتحديات المتنامية وأهمية الاستعداد المبكر واللازم لها، وتتمثل أهمية الإنجازات الإماراتية المحققة في أنها تفوقت على ظروف الطبيعة وأطلقت العنان لقدرات الفكر الوطني ليكون دائماً أقوى من التحديات، ومجدداً أثبتت الآلية المتبعة عبقرية استثنائية، ورغم أهمية الجغرافية والموارد وغيرها لكن نهج القيادة والعمل الحكومي والوعي والعزيمة كانت أموراً حاسمة في ملف الأمن الغذائي الذي تتحدث عنه النجاحات والمشاريع الرائدة من نوعها عالمياً.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أكد عِظم الجهود الوطنية المبذولة في قطاع الغذاء خلال زيارة سموه إلى “بستانِكَ” والتي أعلنت “طيران الإمارات” مؤخراً افتتاحه باستثمارات تبلغ 150 مليون درهم، وهو أكبر المجمعات الزراعية الرأسية التي تعتمد على الزراعة المائية في العالم، بالقول: “الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من احتياجاتنا الغذائية واستدامة مواردها أولويات استراتيجية ثابتة لدولة الإمارات”.. إذ تشكل جهود تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي ركيزة للتنمية المستدامة ولتأكيد الريادة الوطنية في المجالات المستقبلية كما بين سموه.

الإبداع الإماراتي يبدو جلياً من خلال “بستانك” المجمع الزراعي الذكي المُقام على مساحة 330 ألف قدم مربع، والقدرة على إنتاج مليون كيلوجرام من الخضروات الورقية عالية الجودة سنوياً  بدون مواد كيماوية ومبيدات ويوفر عبر تقنياته المتقدمة 250 مليون لتر من الماء سنوياً بنسبة أقل بـ 95% عن مثيلاتها في المزارع التقليدية .

الأنماط التقليدية باتت غير قادرة على مواكبة العصر وتأمين الاحتياجات المتزايدة ولا بد من أساليب أكثر مرونة وتطوراً وإبداعاً تقلل التكلفة وتضاعف الإنتاج بحيث تشكل حلولاً قوية وفاعلة في دورة الإنتاج الغذائي، ولا شك أن الدول التي لن تستعد كما يجب من خلال فكر متجدد ستعاني كثيراً، ولطالما اهتز العالم على وقع الأزمات التي انعكست بشكل مباشر على عدد من المجتمعات وخاصة تجاه أمنها الغذائي.

الأمن الغذائي بحاجة تعميم التجارب الفاعلة ومنها إنجازات الإمارات المبشرة بالأفضل كونه أولوية استراتيجية قصوى لجميع الشعوب ولا بديل عن حلول الاستدامة القائمة على الابتكار وتسخير التكنولوجيا المتطورة لضمان نتائج تواكب الآمال.


تعليقات الموقع