بمناسبة اليوبيل الذهبي للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين الإمارات ومصر، فإن الاحتفالات بهذه المناسبة الجامعة بين الدولتين الشقيقتين تكتسب استثنائية مضاعفة برسائلها التي تجسد المحبة والاعتزاز بها ومعان عميقة بدلالات العزيمة والإرادة التي تضيف الكثير إلى قوتها وتميزها، حيث شكلت مسيرة التعاون الأخوي المشترك طوال نصف قرن نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية المؤمنة بوحدة المسار والمصير، واستدامة البناء على إرث عظيم من التكاتف والتنسيق المتنامي والشراكة التي تواكب تطلعات القيادتين والشعبين وطموحاتهما المتبادلة في التنمية والتقدم والازدهار وحفظ الأمن والسلام والاستقرار، ولاشك أن العلاقات التي أرسى أسسها الأولى الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، تكتسب زخماً فاعلاً بفضل الرؤية الثاقبة والجهود المباركة التي يحرص عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، والتي كان لها أعظم الأثر في تحقيق نقلات كبرى على مستوى التعاضد والتكاتف والنتائج ضمن توجهات ثابتة مع مصر الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تاريخ عظيم يجمع الإمارات ومصر كُتبت محطاته بالعزيمة والوفاء وإرادة القادة وصوابية توجهاتهم وشجاعة قراراتهم التي عكست ضمير الأمة ووجدان الشعوب المؤمنة بحتمية التكاتف الأخوي وتجلت في أهم صورها خلال المراحل الدقيقة والتحديات الكبرى التي عكست قوة القرار السياسي انطلاقاً من حرص أخوي مشترك على مواصلة البناء على ما حققته 5 عقود من العلاقات التي شكلت أساساً هاماً لاستقرار المنطقة وتبني قضايا الأمة ودعم كل توجه يعزز حصانة دولها، وتطابق تام تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية عبر مواقف تتسم بالوضوح والشفافية النابعة من حكمة تامة تجيد التعامل مع كافة المستجدات وتستشرف التطورات وتؤكد أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات ومواكبة العصر والاستعداد للمستقبل بفكر استراتيجي ورؤى حديثة تحقق مصالح جميع الأطراف.
العلاقات الاقتصادية ونتائجها وما تبينه الأرقام من حيث أن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري عربي لمصر التي تعتبر بدورها خامس شريك للدولة في التجارة غير النفطية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري 274.6 مليار درهم آخر 22 عاماً، بالإضافة إلى وجود 1300 شركة إماراتية تعمل في مصر مع وصول رصيد الاستثمار التراكمي الإماراتي فيها إلى 16 مليار دولار لتكون الأولى عالمياً.. جانب من حركة تعاون تتضاعف باستمرار وتعكس الحرص على تعزيزها.
كما يبدو الحرص جلياً على فتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري في إطار صندوق مصر السيادي عبر المنصة الاستراتيجية المشتركة مع شركة أبوظبي القابضة لضخ استثمارات مشتركة تصل إلى 20 مليار دولار لتنفيذ مشروعات اقتصادية وتنموية مع وجود الكثير من الفرص في مختلف القطاعات والتعاون في الاقتصاد الرقمي والبيئي وغيرها، في الوقت الذي يجسد التعاون الثقافي وجهاً بارزاً لما يشكله المنتج من فاعلية وقدرة على التأثير من خلال توقيع 18 اتفاقية ثقافية بين مكتبة الإسكندرية ومؤسسات إماراتية.
الروابط الأخوية بين الإمارات ومصر أيقونة مشرفة لنموذج متقدم في نوعية العلاقات التي تستمد قوتها من خلال ما يجمع بين الشعوب الشقيقة من روابط وإيمان تام وقناعة راسخة بفاعلية التعاون ونتائجه المشرفة.. والإعلان عن تنظيم احتفالية ضخمة تحت شعار “مصر والإمارات قلب واحد” مناسبة غالية تعكس خصوصية العلاقات والحرص على تنميتها ليكون المستقبل امتداداً لتاريخ عريق وحاضر عظيم في خدمة البلدين الشقيقين.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.