بكلمات أسست لتكون تاريخاً خالداً ومسيرة عزة مستدامة، فإن وصية الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” حول جمهورية مصر الشقيقة، والتي قال فيها: “أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، إن مصر بالنسبة إلى العرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة”.. توجه استراتيجي راسخ رسمياً وشعبياً في وطن يؤمن كل من فيه أن إرث القائد المؤسس وما حرص عليه هو دستور محمول في القلوب والعقول يعبر عن ضمير حي ووجدان وطني واقتداء بنهج مؤسس اتحادنا العظيم والتزاماً أزلياً بكل ما أوصى به، ومن هنا فإن العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر في عامها الخمسين تشكل نموذجاً حضارياً مشرفاً لما يجب أن تكون عليه بين الأشقاء وما تمثله من أساس متين لأمة تكبر بتعاون وتكاتف جميع دولها، واليوم فإن ما بلغته درجات الشراكة الاستراتيجية من تطور وشمولية برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، كفيلة بأن تكون مصدراً دائماً ينشر الأمل والطمأنينة وتعكس الثقة بزخم وفاعلية المسيرة التاريخية نحو مراحل أرحب من التعاون وأهمية دورها في الاستقرار الدولي كما بين سموه بالقول: “احتفاء الإمارات ومصر بالذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات بينهما، تأكيد لعمق الروابط الأخوية بين البلدين وشعبيهما منذ عهد الشيخ زايد “رحمه الله”.. الإمارات ومصر عنصر استقرار إقليمي ونموذج للعلاقات بين الأشقاء .. وبالتعاون مع أخي عبد الفتاح السيسي ستمضي علاقاتنا دائماً إلى الأفضل”.
قوة العلاقات الأخوية أكدها كذلك فخامة الرئيس المصري خلال كلمته مبيناً أن “ما يجمع بين البلدين من قيم صادقة وحقيقية من الأخوة والمودة والتوافق بين الشعبين ومؤكداً الاعتزاز بالعلاقات القائمة على مشاعر الأخوة والفهم الواقعي الدقيق لظروف المنطقة والعالم والتكامل وتعزيز المصالح المشتركة والتعاون الشامل بما فيه الاستثماري والتجاري الذي يتم على أعلى مستوى، ومثمناً مواقف الإمارات الداعمة لبلاده”، وذلك بمناسبة الاحتفالات المشتركة “50 عاماً مصر والإمارات قلب واحد” التي انطلقت في القاهرة بحضور عدد من وزراء البلدين و1800 من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمثقفين والإعلاميين.
بقدر ما تشكله العلاقات من نموذج فريد ومتميز، فإن أهميتها المضاعفة تكمن في استدامتها وأنها منصة نحو مستقبل البلدين كما بيّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بقول سموه: ” تحتفل الإمارات اليوم في مصر بخمسين عاماً من العلاقات الأخوية .. المستقرة .. المتطورة .. نحتفل ونحتفي أيضا ببداية خمسين عاماً جديدة أيضا بقيادة أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخي محمد بن زايد رئيس الدولة حفظه الله .. مصر والإمارات قلب واحد”.
ستبقى مسيرة التآخي بين الإمارات ومصر تجسيداً لرؤية ثاقبة ونبراساً ملهماً يقدم أروع المثل على عمق العلاقات الأخوية القائمة على رابطة الدم والعروبة والحرص المشترك على التعاون الدائم الذي يؤكد أهمية التكاتف والحكمة في السياسات الساعية للسلام والاستقرار والانفتاح والتنمية والتكاتف لمواجهة التحديات واستدامة الأمن لخير البلدين الشقيقين والأمة والعالم.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.