رؤية محمد بن زايد لتحديات الطاقة

الإفتتاحية

 

 

في الوقت الذي يعاني العالم الكثير من التحديات والأزمات المتداخلة والمعقدة التي تنعكس على القطاعات الحيوية ومنها الطاقة وعمليات التحول الواجبة وارتباطها بشكل وثيق بالتغيير المناخي، فإنه بحاجة إلى الاستفادة من التوجهات السديدة وأخذ الأمل والعزيمة من القادة الذين تشكل مبادراتهم بوابة للأمل وخارطة طريق نحو تحقيق المستهدفات على المستوى الدولي، وهو ما تمثله رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، والفكر القيادي الفذ والملهم لسموه وما يشكله من مصدر إثراء للجهود العالمية برمتها.. إذ أن الإمارات كانت سباقة في بناء منظومة متنوعة ومتوازنة من مصادر الطاقة عبر تطوير مشاريع رائدة في مجال الطاقة المتجددة وتطبيق أحدث التقنيات لزيادة كفاءة إنتاج مواردها الهيدروكربونية والحد من انبعاثاتها مرسخةً بذلك مكانتها كموردٍ عالمي مسؤول وموثوق للطاقة” كما أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، خلال افتتاح سموه فعاليات النسخة 38 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2022” الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، والذي تقام دورته الحالية تحت شعار “مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع”، بمشاركة قياسية من الوزراء والخبراء والمبتكرين وقادة القطاع والرؤساء التنفيذيين وصناع السياسات لبحث مستقبل قطاع الطاقة وتحدياته وسبل إيجاد الحلول التي تكون كفيلة برسم مسارات التطوير.

رؤية صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه” تقوم على تأكيد أهمية “عدم تجاهل الحقائق ومواجهتها بثبات والتعامل معها بذهنية إيجابية والعمل لإيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع شركاء يتبنون الرؤى والأفكار والتوجهات نفسها.. وأن الإيجابية والرؤى البناءة والسعي الدائم إلى تحقيق التقدم في صلب نهجنا وجوهره”، كما بين معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” ومجموعة شركاتها خلال كلمته في افتتاح “أديبك2022”.

صحيح أن العالم يسعى إلى إجراء تحول في قطاع الطاقة والحد من الانبعاثات، لكنه في الوقت نفسه بحاجة إلى ضمان الإمدادات وتأمين الاحتياجات، لأن أمن الطاقة عصب التنمية وركيزة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والمناخي وأساس الاستقرار العالمي، لذلك فإن النظرة إلى القطاع يجب أن تكون شاملة وفاعلة، وهو ما نجحت فيه الإمارات بفضل رؤية القيادة ورسخت موقعها وجهةً نحو المستقبل ورافعة للجهود العالمية ومصدر إلهام لكافة المحاولات الجادة، بالإضافة إلى دورها الرائد كمزود مسؤول للطاقة رغم كل ما يعصف بالساحة الدولية من أزمات واحتياجات لمصادر مستدامة من الطاقة وخاصة “النظيفة”، ومن هنا تتجسد قوة الإنجازات الإماراتية وفاعلية مشاريعها العملاقة الكفيلة بتحقيق قفزات كبرى نحو المستقبل وعبر ما تضعه من أهداف طموحة مثل الوصول إلى الحياد المناخي بحلول العام 2050، وهي نتاج استراتيجية استثنائية تعكس إرادة وطنية في تطوير قطاع الطاقة وصياغة مستقبله وتعتمد توسيع الشراكات والتعاون الدولي.


تعليقات الموقع