الإمارات ومصر.. شراكة راسخة لمستقبل مستدام

الإفتتاحية

 

 

التزاماً بتوجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، في العمل على نشر حلول الطاقة المتجددة ودعماً للتنمية الشاملة والمستدامة عالمياً وتعزيزاً للشراكات مع الدول الشقيقة والصديقة، فإن توقيع الإمارات ومصر على اتفاقية لتطوير مشروع لطاقة الرياح البرية في مصر يؤكد حجم الجهود المبذولة والمتنامية لتعزيز التعاون الأخوي نحو آفاق أرحب لخير وصالح الدولتين وتحقيق نتائج تواكب المستهدفات الدولية، ويبين دور الإمارات في نشر حلول الطاقة المتجددة وتنويع المصادر واعتماد آليات تدعم مواجهة التغيير المناخي والحد من الانبعاثات وتعزيز التنمية كما أكد سموه خلال حضور توقيع الاتفاقية على هامش أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب27” بالقول: “شهدت وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي توقيع اتفاقية لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح في مصر بقدرة 10 جيجاواط .. سنمضي في تنفيذ مبادرات نوعية لحلول الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة”.. إذ تعكس “الاتفاقية” قوة الشراكة الاستراتيجية وما يجمع الدولتين من روابط تتجسد فيها أقوى أشكال التلاحم والتنسيق والعمل المشترك نحو المستقبل بآليات عصرية تواكب الطموحات في التنمية والتقدم والازدهار، فالمشاريع المشتركة في القطاعات الحيوية مثل الطاقة النظيفة والمناخ والبيئة وغيرها نتاج فكر وتوجه استراتيجي يعمل على تعزيز العلاقات واستثمارها في سبيل المستقبل المنشود.

“المشروع” الذي يسهم في ترسيخ مكانة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” الرائدة دولياً في الطاقة المتجددة ويعتبر من الأضخم عالمياً ويوفر باقة من المستهدفات الاستراتيجية التي تعكس قوته ويأتي في إطار “مبادرة الممر الأخضر”  في مصر من قبيل إنتاج 47790 جيجاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً وتفادي انبعاث 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون وتوفير 5 مليارات دولار من تكاليف الغاز الطبيعي السنوية و100 ألف فرصة عمل وتشغيل 30 ألف عامل في مرحلة البناء و70 ألف شخص بشكل غير مباشر و3200 وظيفة للتشغيل والصيانة بعد بناء المحطة، ويدعم استراتيجية مصر للحياد المناخي.

في كافة المحطات يتجلى عمق التعاون الأخوي بين الإمارات ومصر بكل ما يتميز به من توجهات مشتركة وإدراك دقيق لحجم التحديات وتوافق تام على الحلول اللازمة التي تضمن تحقيق نقلات كبرى على أرض الواقع وكنموذج يقتدى للعلاقات الواجبة بين الأشقاء وعلى مستوى المنطقة، ولاشك أن مواقف الدولتين في “كوب27” والتطابق في وجهات النظر لخير الإنسانية كفيل بتحفيز المساعي العالمية لحماية الكوكب والوصول إلى غد آمن لأجيال المستقبل، والعلاقات المتطورة باستمرار تتجاوز في نتائجها حدود الدولتين لتسهم بقوة في رسم مستقبل العالم وما يجب أن يكون عليه من خلال مسيرتهما التي تعكس عزيمة وتصميماً على العمل لعالم أفضل وأكثر استقراراً وتقدماً.


تعليقات الموقع