الإمارات وجهة للتراث والفكر وحاضنة ثقافية عالمية

الرئيسية منوعات
6874-etisalat-family-plan-campaign-728x90-ar

 

 

 

أبوظبي- الوطن:

حققت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من الإنجازات الثقافية الرائدة على مختلف الصعد وفي مقدمتها مجالات الفنون والمتاحف والثقافة والتاريخ الإنساني، لتكون بذلك وجهة للتراث والفكر وحاضنة ثقافية عالمية، أما الحدث الثقافي الأبرز الذي استضافته العاصمة أبوظبي هو مؤتمر أبوظبي الثالث للمخطوطات الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في منارة السعديات تحت شعار “رحلة المخطوطات العربية من الشرق إلى الغرب… إيطاليا وإسبانيا أنموذجاً”، وذلك بالتعاون مع مكتبة مارسيانا التابعة لوزارة الثقافة الإيطالية، ومكتبة جامعة بولونيا الإيطالية، والمكتبة الوطنية في إسبانيا، ومتحف الإسكوريال الإسباني.

يطلعنا سعادة لورينزو فانارا، سفير جمهورية إيطاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، على أهمية هذا الحدث الثقافي محلياً ودولياً، ويقول: من المهم للغاية التأكيد على الروابط الثقافية والتاريخية بين أوروبا والعالم العربي لثلاثة أسبابٍ مهمة. أولاً، لأن لدينا تاريخاً مشتركاً معاً لا يمكننا تجاهله. ثانياً، لأنه من خلال إعادة اكتشاف العدوى الثقافية، نعيد اكتشاف هويتنا المتشابكة. وثالثا، لأننا من خلال التأكيد على هذه التأثيرات الثقافية، نبني جسور الحوار ونستجيب بأقوى طريقة على أولئك الذين يمتلكون أجندات تدعو للانقسام.

عن الرسائل التي تحملها المخطوطات العربية التي أضافتها إلى المكتبات الأوروبية والأدب الأوروبي: تحمل رسالة تسامح وتعايش لأنه تم كتابتها في العالم العربي والحفاظ عليها لسنواتٍ في المكتبات الأوروبية، كما أنها تأكد على الاحترام الكبير الذي توليه إيطاليا للثقافة العربية وللأدب العربي. ويختتم بالقول: نأمل في تحقيق شيئين من هذين الحدثين، أولهما هو الاستجابة بطريقة أصلية ومبتكرة على الطلب الكبير على إيطاليا الذي نراه هنا في الإمارات كون إيطاليا جزءاً من الثقافة العربية أيضاً. أما الثاني، فيتمثل في أننا نريد تعزيز الحوار الثقافي لأننا مقتنعون بأن العلاقات طويلة الأمد لا يمكن أن تستند فقط على التعاون التجاري والسياسي، حيث إن الثقافة تمثل عاملاً رئيسياً لتحسين العلاقات، خاصةً عندما نتحدث عن إيطاليا والعالم العربي كوننا ننتمي إلى نفس المجتمع الثقافي.

وحول “الصلات الحضارية ورحلة المخطوطات من الشرق إلى الغرب (إيطاليا واسبانيا)”، وأهمية الدورالذي لعبته دولة الإمارات في الحفاظ على المخطوطات والعناية بها تسلط  الدكتورة إيدا زيليو غراندي، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي الضوء على الركائز الرئيسية للنفوذ العربي الإسلامي التي تم تجربتها في أوروبا ككل وفي إيطاليا على وجه التحديد وتقول: لقد كان للهيمنة العربية تأثير إيجابي كبير على أوروبا في المجال الاقتصادي وعلى الصعيد الثقافي بالدرجة الأولى، خاصةً في الفلسفة والأدب والطب والكيمياء والفن والعمارة وتخطيط المدن والهندسة. على سبيل المثال، فقد أدخل العرب إلى أوروبا آلةً لرفع المياه أو المواد الأخرى من خلال استغلال تيار المجرى المائي، ما يسّر إلى حد كبير ري الحقول. وتضيف: لكن يكمن المثال الأكثر بروزًا للتأثير الإيجابي للثقافة العربية على أوروبا في مجال الرياضيات والهندسة. لقد تم ترجمة كتاب الجبر والمقابلة الذي ألفه الخوارزمي (840 ميلادي)، وهو عبارة عن أطروحة عن الجبر والهندسة العملية والحساب التجاري وحساب الميراث، إلى اللاتينية في المدرسة العظيمة للمترجمين في توليدو بإسبانيا في القرن الثاني عشر. وبعد ذلك، بفضل ذلك ثم بفضل شخصياتٍ مثل الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي، أصبحت أوروبا تعرف الجبر. كما لا يجب أن ننسى أنه بفضل انتشار الرياضيات وعلم الفلك العربي، وصلت الأرقام من 0 إلى 9 إلى أوروبا، ولهذا السبب ما زلنا نطلق عليهم “الأرقام العربية” على الرغم من أصلهم الهندي.

وحول جلسات المؤتمر والدور الذي لعبته الحضارة العربية الإسلامية في التأثير على التنمية الثقافية في أوروبا، تؤكد: تمحور

اليوم الأول من الندوة حول التبادل الثقافي والتفاعل والنقل والمساهمة والإرث، في حين أنه تم تخصيص اليوم الثاني بشكل أساسي لاستكشاف وسائل الثقافة “المادية” القديمة، أي المخطوطات، ورحلتهم من الشرق إلى الغرب. ويسعدني شخصياً أن أرى أن هناك أيضاً حديثاً عن “المستشرقين”، أي أولئك الذين التزموا وكرسوا حياتهم بأكملها في كثير من الأحيان لجعل الحضارات الشرقية معروفةً في الغرب. منذ نشرِ كتاب إدوارد سعيد الشهير “الاستشراق” (1978)، أصبح كلمة “المستشرق” تعتبر مفرداً سلبياً ومرادفاً للاستعمار أو الإمبريالية. لا يمكن إنكار التاريخ، ولكن لا يمكن أيضاً إنكار أنه بفضل “المستشرقين” والشخصيات اللامركزية والانفرادية، فقد قامت أوروبا بإعادة اكتشاف واستعادة علاقتها التاريخية بالثقافات الشرقية في القرون الأخيرة.


تعليقات الموقع