لغتنا هويتنا

الإفتتاحية

لغتنا هويتنا

 

برعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، عكست الدورة الأولى من قمّة اللغة العربية التي نظّمتها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي تحت شعار “اللغة وصناعة الهوية”، واحتضنتها العاصمة أبوظبي جانباً من الجهود المشرفة لدولة الإمارات في دعم اللغة الأم وبحث قضاياها وسبل تعزيز انتشارها وتكريس حضورها ومناقشة التحديات واستشراف مستقبلها وذلك بحضور أكاديميين ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى ما تمثله من منصة عالمية واعدة ترضي طموحات وتطلعات الناطقين بلغة الضاد وما تمثله بالنسبة لهم من هوية وانتماء وموضع فخر كبير وحرص شديد على النهل من معينها ومضاعفة تواجدها واستخدامها في العلوم الحديثة كونها لغة علم ومعرفة، ولا شك أن أهمية المواضيع التي كانت موضع نقاش تعكس ما تمثله “القمة” من نافذة على مستقبل اللغة العربية ورافعة للجهود الهادفة عبر تلاقي أفكار المعنيين التي يمكن أن تقدم الكثير خدمة للغتنا الجميلة.

اهتمام دولة الإمارات باللغة العربية عبر الكثير من الفعاليات يعكس حرص القيادة الرشيدة على كل ما فيه خير الأمة من المحيط إلى الخليج، فاللغة التي ينطق بها أكثر من 450 مليون إنسان حول العالم ومن ضمن اللغات الست الرئيسية المستخدمة في الأمم المتحدة.. لغة نشطة وفاعلة ولها مكانتها في القلوب والعقول، ومن هنا فالعمل على تنميتها وتعزيز استخدامها واجب إنساني وأخلاقي على كل من يمكنه أن يقوم برفد مساعي تدعيمها فهي عنوان للانتماء وتعبير عن عمق الجذور وقوة الارتباط والاعتزاز بتاريخ مجيد طالما كانت لغته العربية ناقلة للعلوم وعنواناً رئيسياً للتعريف بصناع الحضارة، واليوم بكل فخر يتابع الجميع باعتزاز ما تبذله الإمارات من جهود فاعلة ومؤثرة وما تعمل عليه في سبيل تقديم كافة الممكنات اللازمة المعززة لحضور لغتنا ضمن ثوابت الحياة والتي نثق بكل تأكيد أنها ستكون كفيلة بتحقيق المستهدفات وزيادة مجالات استخدامها، إذ أن “العربية” عنوان لأمة وحاضن لتاريخها وموثِق لمسيرتها، وبالتالي لا بد من آليات عصرية ومتطورة لتعليمها ومضاعفة استخدامها كلغة للحاضر والمستقبل.

الإمارات وعاصمتها أبوظبي دائماً على قدر آمال الأمة في كل ما يدعم استعادة دورها الحضاري وتحقيق نقلات كبرى على مستوى الأهداف بالتطوير والتحديث وذلك بفضل حرص القيادة الرشيدة التي جعلت الإمارات بكل جدارة واستحقاق منارة للثقافة ووجهة للباحثين عن فرص يمكن ممن خلالها استثمار قدراتهم وإمكاناتهم في خدمة أمتهم ضمن توجه مبهر ومتنوع وفاعل يؤكد قدرات استثنائية على المشاركة في صناعة الحضارة الإنسانية.

 


تعليقات الموقع