الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة استراتيجية خاصة ومتنامية

الإفتتاحية

الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة استراتيجية خاصة ومتنامية

 

مباحثات القمة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وفخامة يون سيوك يول رئيس جمهورية كوريا الصديقة، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها وما تخللها من تبادل وإعلان لعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات شديدة الأهمية وما تؤسس له من مرحلة جديدة وأكثر عمقاً في العمل المشترك.. تعكس متانة العلاقات ومحطة متقدمة ضمن الشراكة الاستراتيجية التي تركز على تعزيز التعاون وتوسيع مجالاته بكل ما تتسم به مسيرتهما نحو المستقبل وما تقوم عليه من أسس قوية ورؤى نحو مزيد من التطور والتقدم والازدهار.

صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه” أكد تميز العلاقات التي تعود لعقود مع كوريا الصديقة وخصوصية الشراكة الاستراتيجية والحرص على الارتقاء الدائم بها لخير وصالح البلدين مبيناً الثقة بأن العلاقات ستحقق نقلات نوعية خلال الفترة المقبلة لمصلحة التنمية والازدهار في البلدين وأهمية الزيارة وما شهدته من مباحثات بقول سموه: “أرحب بفخامة الرئيس يون سيوك يول في الإمارات.. أجرينا العديد من المباحثات الإيجابية المثمرة.. وشهدنا توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.. تربطنا بجمهورية كوريا شراكة استراتيجية خاصة، نمضي في تعزيزها لخدمة المصالح والأهداف المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين”، كما أن اختيار زعيم كوريا الجنوبية زيارة الإمارات لتكون الأولى منذ توليه مهامه الرئاسية على رأس وفد رفيع المستوى يؤكد الحرص على التطوير الدائم للعلاقات وما تشكله الشراكة الاستراتيجية معها من أولوية لبلاده كونها الأبرز في المنطقة ولما تحققه من إنجازات في القطاعات العلمية والتكنولوجية والطاقة والاقتصاد والتجارة والدفاع والاستثمار وغيرها.

الشراكة الخاصة بين الإمارات وكوريا الجنوبية تكتسب زخماً مضاعفاً بفعل القمم الدورية والزيارات المتبادلة التي تعكس التطور السريع للتعاون والحرص على مواصلة البناء على مسيرة علاقات تفوق الأربعين عاماً وتتميز في كافة مراحلها بالاحترام المتبادل والعمل المشترك خاصة في القطاعات الحيوية التي تشكل أساساً للمستقبل والتي تُعتبر “محطة براكة لإنتاج الطاقة النووية السلمية” من أبرزها، كما تتسم العلاقات بطموحات قوية للمضي نحو آفاق أكبر لخدمة البلدين ومصالحهما المشتركة وتعكس نظرة بعيدة تكسبها الكثير من الاستثنائية والتفرد وترسخ أهميتها سواء على مستوى المنطقة وقارة آسيا أو على امتداد الساحة الدولية من خلال ما يتمتع به البلدان من مكانة مؤثرة واحترام كبير وما ينتهجانه من سياسات متوازنة تركز على تعزيز التنسيق وأواصر العمل المشترك في كافة المجالات وتوافق تجاه مختلف القضايا والتحديات والآليات اللازمة للتعامل معها.

الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين الإمارات وكوريا مدعاة فخر ونموذج حضاري لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول المتقدمة والمدركة لحجم التحديات وخاصة المناخ ودقة الظرف العالمي وأهمية التنسيق والشراكات الفاعلة، كما أن ما تحرصان عليه من تعاون يعزز الفرص والثقة بالقدرة على استدامة النجاحات الرائدة انطلاقاً من التكامل المثمر نحو مزيد من الإنجازات الفريدة.


تعليقات الموقع