بات الذكاء الصناعي يلعب دوراً كبيراً في مجالات التعليم التخصصية الدقيقة، مثل الطب والعلوم الصحية والرياضيات واللغات

التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات
6874-etisalat-postpaid-acquisition-promo-2024-728x90-ar

 

 

اتجاهات مستقبلية

التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي

 

 

 

 

يعتبر التعليم العمود الفقري في رفعة الأمم وتقدمها، ولا توجد دولة حققت طفرة حضارية راسخة إلا من خلال نهضة تعليمية شاملة. وقد ساعدت الثورة المعرفية والتكنولوجية وتجلياتها، المتمثلة في الذكاء الاصطناعي والأتمتة Automation، على اعتماد العملية التعليمية على مخرجات تلك الثورة، خاصة في فترة جائحة كورونا، وما بعدها. وتقدر بعض التوقعات العالمية قيمة الذكاء الاصطناعي في التعليم قد تصل إلى 6 مليارات دولار بحلول عام 2024.

وفي الواقع، هناك العديد من الإيجابيات لتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، حيث اعتمدت المؤسسات التعليمية على نموذج التعلم الهجين، واستفادت من قدرات خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأنماط السلوكية للطلبة، وبالتالي تطبق التعلم الذكي والشخصي، فضلاً عن أتمتة بعض المهام مثل تصحيح ومراقبة الامتحانات.

وقد ساهم الذكاء الاصطناعي على تسهيل علمية التعلم، من خلال توفير المواد التعليمية، والمناهج المختلفة، وطرق ووسائل شرحها، وتوفير وتبادل المعلومات، وزيادة طرق التواصل بين المعلم والطالب، ومساعدة المعلم على تنويع طرق شرح المواد التعليمية، وتطوير قدرة المعلم في أسلوب تقديم المنهج العلمي للطلبة. كما ساعد أيضًا في تمهيد الطريق لتحسين الأداء التعليمي، وتحديد مستويات الطلاب وتقديم ملاحظات حول الأداء، إضافة إلى زيادة الاعتماد على التعلم الذاتي والتفاعلي.

وبات الذكاء الصناعي يلعب دورًا كبيرًا في مجالات التعليم التخصصية الدقيقة، مثل الطب والعلوم الصحية والرياضيات واللغات. فعلى سبيل المثال تستخدم أنظمة التدريس الذكي عددًا من خوارزميات التعلم الذاتي التي تجمع مجموعات البيانات الكبيرة وتحللها، ويسمح هذا الجمع للأنظمة أن تقرر نوع المحتوى الذي ينبغي تسليمه للمتعلم بحسب قدراته واحتياجاته في الوقت ذاته.

وبرغم الإيجابيات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، فإن استخداماته باتت محفوفة بالمخاطر من حيث التأثير السلبي على علاقة المعلم بالطالب، وعدم الشعور بأهمية المعلم، كما كان في أوقات سابقة. كما أدى استخدام التكنولوجيا إلى الكثير من الظواهر غير الأخلاقية، مثل الغش، والسرقات الأدبية. فعلى سبيل المثال، قامت منصة الذكاء الاصطناعي ChatGPT بمجموعة لا حصر لها من الأشياء؛ مثل كتابة قصة بأسلوب معين، الإجابة عن أي سؤال، شرح موضوع، وكتابة رسالة بريد إلكترونية أو كتابة مقال جامعي متماسك في ثوانٍ، ومؤخرًا قامت المنصة بحل امتحان MBA بسرعة فائقة ودقة عالية.

الأمر الذي يستدعي تعزيز الجهود لاحتواء الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية والتي من بينها ضرورة نشر الوعي بين الطلاب بشأن مثالب استخدام تلك المنصات لعدم اللجوء إليها كحل سريع، وقيام الأساتذة بمناقشة أصول أخلاقيات البرمجة مع الطلبة، وأهمية فرض قواعد إلزامية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمنع انتهاكات التكنولوجيا للأطر المنظمة للعملية التعليمية، ووضع تشريعات ومدونات سلوك تحكم استخدامات أطراف العملية التعليم للذكاء الاصطناعي.

ومن الأهمية بمكان القول إن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، يتطلب الاسترشاد بالمبادئ الأساسية للإدماج والإنصاف بين الدول، حيث يجب تعزيز سياسات الوصول العادل والشامل للذكاء الاصطناعي واستخدامه كمنفعة عامة للبشرية جمعاء. كذلك يعتمد نجاح وفاعلية استخدام الذكاء الصناعي في التعليم على مدى توافر المعدات الرقمية وتدريب الموظفين الفنيين المختصين، يضاف إلى ذلك ضرورة تأمين وحماية البيانات الضخمة التي يتم التعامل معها.

وانطلاقًا من دوره الرائد في المجتمع والعالم، ينظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات مؤتمره للتعليم حول “وضع رؤية لمستقبل التعليم: محركات التغيير والابتكار”. ويناقش من خلاله عدة موضوعات في غاية الأهمية، وهي: تطوير المعرفة ومقتضيات العصر العالمي، ودور تكنولوجيا التعليم في تعزيز التعلم، والاستراتيجية والسياسات والقيادة التعليمية في ضوء أفضل الممارسات الدولية، وأخيرًا الحلول المبتكرة وفرص التقدم من خلال تمكين التعليم في القرن الحادي والعشرين من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.


تعليقات الموقع