“الفارس الشهم 2” عطاء يسابق الزمن

الإفتتاحية

“الفارس الشهم 2” عطاء يسابق الزمن

 

بفضل أوامر وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، أظهرت دولة الإمارات منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في سوريا وتركيا  قدرات فريدة على مواكبة التحدي الاستثنائي من خلال فرقها الإغاثية التي تعمل على مدار الساعة ومقتضيات كل مرحلة، إذ بدأت بالبحث عن العالقين تحت الأنقاض في موازاة تقديم المساعدات العاجلة من غذائية وطبية ومستلزمات الإيواء لمن تقطعت بهم السبل بالإضافة إلى دعم المراكز الطبية بالمستلزمات اللازمة والضرورية لتكون قادرة على تقديم خدماتها بالشكل المطلوب، وفي واحدة من أكثر صور التفاعل الإنساني دلالة فإن فرق الإغاثة الإماراتية التي قصدت سوريا الشقيقة حرصت على التواجد الدائم مع المتضررين وتلمس احتياجاتهم بشكل مباشر وذات الحال بالنسبة لإيصال المساعدات في أبلغ تعبير عن الإحساس بهم والتضامن معهم وهو ما كان له أكبر الأثر في الحد من معاناتهم بفضل جهود رسل الإنسانية وما يشكله الخير من ثقافة راسخة ضمن منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية والوطنية النبيلة التي يحملونها.

تأثير مبادرات الدول يكون بمدى عزيمتها، وعملية “الفارس الشهم 2” المستمرة التي أوصلت حتى صباح أمس أكثر من 7658 طن قامت بنقلها 237 طائرة شحن وسفينة واحدة أبهرت العالم انطلاقاً من نهج الإمارات الثابت  خلال “فزعات الخير” التي تنتصر فيها لكل من تجمعنا معهم الإنسانية إذ لا تكتف بتقديم المساعدات العاجلة بل تحرص على تأمين الدعم النفسي ونشر الأمل والتأكيد على أن المتضررين لن يكونوا بمفردهم وأنها ستعمل ليستعيدوا حياتهم الطبيعية وتجاوز الظروف القاهرة التي يمرون بها عبر الدعم المتواصل لتحقيق التعافي وإعادة التأهيل، ومن هنا نعي جميعاً مدى التأثير الكبير لجهود الإمارات والعمل الذي يسابق الزمن لتوفير احتياجات المدارس في عدة محافظات حتى لا يُحرم الأطفال من التعليم، وقيامها بتخصيص 20 مليون درهم  لتنفيذ برامج رمضان في سوريا وتستهدف 160 ألف عائلة في عدة مناطق وتوزيع آلاف السلال الغذائية وإقامة خيم رمضانية وغير ذلك مما يتم العمل عليه خلال الشهر الكريم، كما أن أبناء الإمارات يحرصون على التواجد مع كافة شرائح المجتمع في المناطق المتضررة وشكل الحضور في عدد من دور “كبار السن” وتأمين احتياجات أصحاب الهمم ما يفوق القدرة على وصف حمية العطاء التي تميز فرق الإغاثة الإنسانية الإماراتية.

حيث تُوجد الإمارات تنبض القلوب بمحبتها وفاء وعرفاناً لما تقوم به في سبيل الإنسانية جمعاء ولحرصها على استدامة عمل الخير بكل ما يمثله العطاء فيها من رسالة محبة ودعم.


تعليقات الموقع