“إسكات البنادق” مصلحة دولية

الإفتتاحية

“إسكات البنادق” مصلحة دولية

 

تتميز المباحثات والمناقشات التي تقوم بها دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي بعمقها ودقتها وواقعيتها ورؤيتها البعيدة وما يجب أن يكون عليه التوجه العالمي للتعامل مع معظم الملفات والقضايا التي تمثل استحقاقاً واجباً على مختلف مكونات المجتمع الدولي بهدف إيجاد الحلول اللازمة خاصة أن الكثير من التحديات تتجاوز حدود المناطق التي توجد بها ولها الكثير من التداعيات السلبية على مستوى الساحة الدولية، وأهمية استمرار التنسيق والعمل المشترك وإجراء المراجعات والتقييمات اللازمة للآليات المتبعة لتكون النتائج على قدر التطلعات في ضمان تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما أكدته دولة الإمارات خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن تأثير سياسات التنمية في تنفيذ جدول أعمال مبادرة الاتحاد الإفريقي “إسكات البنادق”، ومبينة الحاجة الماسة لتقييم الوضع الراهن بعد أن تمت مناقشة “المبادرة” مرات عدة في مجلس الأمن خلال السنوات الأخيرة.

السلام أساس استقرار المجتمعات وتنميتها والعمل على تحقيقه واجب الجميع  انطلاقاً من كونه مسؤولية أخلاقية وإنسانية بكل ما يمثله ذلك من أهمية تتطلب العمل الجماعي وفق القانون الدولي ومن خلال تسخير كافة الأدوات اللازمة وهي كثيرة في القارة الإفريقية التي يجب أن يكون التعامل مع أزماتها ونزاعاتها جذرياً كما أن تعزيز التنمية والاستثمار في مشاريعها يشكل حلولاً وقائية واستباقية للتعامل مع الكثير من التهديدات قبل وقوعها، وفي المحصلة فهذا التوجه يمكن أن يكون أحد أوجه الدعم الدولي الأكثر فاعلية الذي يمكن أن يحقق نتائج واعدة على مستوى القارة السمراء وجهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف ومن هنا فإن كل توجه إقليمي لاجتثاث هذه الآفة يجب أن يكون موضع إجماع ودعم دولي تام وهو ما يمكن أن يقوم به مجلس الأمن بصفته المسؤول الأول عن صون السلم والأمن الدوليين وضرورة أن يتخذ المزيد من الإجراءات لدعم الجهود الإفريقية كما أكدت الإمارات في بيانها.

يدرك العالم أهمية محاربة الإرهاب وتعزيز كافة المبادرات والجهود الهادفة من خلال التعامل الجذري مع أسبابه، وفي الوقت الذي تعمل فيه الدول الإفريقية على مواجهة كافة التحديات التي تمس حياة شعوبها بشكل مباشر  فإن العالم معني كذلك بأن يقدم كل دعم ممكن لتلك الجهود وتعزيز الخطط والمبادرات الإقليمية لتحقيق الأمن والسلام في إفريقيا والقضاء بشكل تام على الإرهاب، وعلى مجلس الأمن الدولي أن يقوم بدوره الفاعل وأخذ المبادرة بشكل دائم والبناء على ما تحقق من تقدم والتجاوب مع الحاجات اللازمة للدول الإفريقية في معركتها المشروعة مع كافة أشكال الإرهاب ومسبباته لضمان استقراها وتوفير بيئة مناسبة وآمنة تمكن شعوبها من التركيز على العمل الفاعل والهادف لتحقيق التنمية والاستقرار.

 

 


تعليقات الموقع