الإمارات واليابان.. علاقات تاريخية وشراكة شاملة

الإفتتاحية

الإمارات واليابان.. علاقات تاريخية وشراكة شاملة

 

أكثر من نصف قرن من العلاقات التاريخية الراسخة بين دولتي الإمارات واليابان تؤكد قوة التوجهات بهدف تعزيز النموذج الاستثنائي لمسيرة التعاون المتنامي بفضل حرص قيادتي البلدين على مواصلة الارتقاء الدائم بها نحو محطات تواكب الآمال والتطلعات سواء لتحقيق المصالح المتبادلة أو لما فيه خير وصالح البشرية ومستقبل أجيالها كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال المباحثات مع معالي فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان، بمناسبة زيارته الرسيمة الأولى إلى الدولة بعد إطلاق اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، بقول سموه: “إن ما يميز علاقات دولة الإمارات واليابان أنها لا تقوم فقط في إطار المصالح الثنائية، بل تتعداها إلى الرؤية المشتركة تجاه ملفات وقضايا عالمية تخدم البشرية والتنمية والسلام ومستقبل الأجيال”، ومبيناً عمق العلاقات التي تعود لعقود طويلة بين الدولتين وما يجمع بينهما من قيم التعايش والمحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي والانفتاح وبناء جسور التواصل مع العالم.

الزيارة وما تخللها من مباحثات شاملة بين صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وضيف البلاد، وتبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات وتوقيع حوالي 23 مذكرة واتفاقية بين العديد من الجهات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص لتطوير الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين وتنويع مجالاتها.. تشكل محطة متجددة تعكس قوة مسيرة التعاون لما تتسم به من رؤى عصرية ومستقبلية وحرص متبادل على تعزيز الفرص وإيجاد آفاق أوسع في كافة المجالات، بالإضافة إلى تأكيد أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وضرورة إيجاد حلول دبلوماسية للأزمات وتعزيز التنسيق لمواجهة التحديات، وتنمية التعاون في القطاعات الحيوية التي تُكسب العلاقات الكثير من الفاعلية مثل التعليم والثقافة والبيئة والاستدامة والأمن الغذائي وعلوم الفضاء والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والتقنية والصحة وغيرها، كما تتجلى أهميتها من خلال الأهداف المشتركة مثل السعي لتحقيق الحياد المناخي في الدولتين بحلول العام 2050، وترقب مشاركات فاعلة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”كوب 28″، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تحقق قفزات كبرى ومتسارعة في انعكاس لحجم التعاون حيث تعمل في الإمارات أكثر من 400 شركة يابانية، مع تحقيق التبادل التجاري غير النفطي خلال العامين الماضيين “2020-2022” نمواً بنسبة 36% مرتفعاً من 39.9 مليار درهم إلى 54.1 مليار درهم في العام الماضي، لتسجل 524.4 مليار درهم خلال 10 سنوات، بالإضافة إلى احتضان الإمارات الجالية اليابانية الأكبر في الشرق الأوسط وإفريقيا.

تعمل الإمارات بكل ثقة مع جميع الدول التي تشاركها التطلعات ومنها اليابان على تحقيق نقلات نوعية على مستوى العلاقات الاستراتيجية ضمن توجه حضاري يعكس أهمية التعاون الفاعل والبناء وضرورة استدامة تنميته لمضاعفة الإنجازات ومن خلال ترسيخ نموذج فريد لماهية العلاقات الواجبة.


تعليقات الموقع