التعاون الخليجي.. مسيرة تاريخية رائدة

الإفتتاحية

التعاون الخليجي.. مسيرة تاريخية رائدة

 

تنعم دول الخليج العربي بقوة الترابط الأخوي ومتانة وعمق العلاقات التي تجمعها والثوابت التي تنتهجها ومستوى التنسيق المشترك والعزيمة المتبادلة على الصعد كافة سواء من خلال تكامل مسيرات التنمية أو من حيث الرؤية لتعزيز مسارات التنمية ووحدة المواقف تجاه كافة التحديات انطلاقاً من روح العمل الجماعي التي تقدم للعالم نموذجاً مبهراً على ماهية العلاقات الواجبة بين كافة الدول، كما يسجل التاريخ بكل فخر أهمية دور وجهود دولة الإمارات وفاعلية توجهاتها منذ أن احتضنت أبوظبي أول قمة خليجية  في العام 1981 “قمة التأسيس” بفضل رؤية وعزيمة وحكمة القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”،  لتكتسب المسيرة منذ ذلك التاريخ نقلة نوعية على مستوى العمل الأخوي وما تحققه من إنجازات شاملة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال ترؤس سموه وفد الدولة في اللقاء التشاوري الثامن عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بالقول: “إن الاجتماع الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين يجسّد رؤية القادة المؤسسين نحو مزيد من التنسيق ومضافرة الجهود بما يعزز تضامن وأمن دول المجلس”، ومنوهاً بثمار الشراكة، ومبيناً سموه الثقة في مواصلة التعاون الخليجي نحو آفاق أوسع خلال المرحلة المقبلة”.

تُقدم دول مجلس التعاون الخليجي النموذج الأكثر أهمية على مستوى العمل المشترك ونوعية العلاقات التي تحرص عليها مع جميع الدول لتعزيز التعاون الهادف لاستدامة الازدهار والاستقرار والأمن وتحقيق مصالح جميع الأطراف كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، خلال ترؤسه وفد الدولة في القمة الخليجية الأولى مع دول آسيا الوسط “أوزبكستان، تركمانستان، طاجيكستان، قرغيزستان، كازاخستان”، مبيناً أهمية القمة لما تمثله من فرصة لتوثيق روابط التعاون من خلال الشراكة بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، ومشدداً على مواصلة الشراكة ودفع التعاون نحو آفاق أرحب عبر مزيد من التنسيق انسجاماً مع رؤية الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل وتأكيدها لأهمية التعاون الدولي والعمل متعدد الأطراف وتفعيل الدبلوماسية والحوار كأدوات لمواجهة التحديات العالمية على الصعد كافة، وضرورة بناء الثقة وحل الخلافات وإرساء دعائم السلام الدولي.

العمل الخليجي ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية والتأسيس للمستقبل ومضاعفة دور ومكانة وتنافسية دول الخليج إقليمياً ودولياً، خاصة أن التكاتف الأخوي أثبت فاعلية استثنائية في كافة المراحل التي مرت بها المنطقة والعالم وكان له الدور الأكبر في ضمان الأمن والاستقرار وتعزيز مسارات التنمية واستدامة التقدم والازدهار.


تعليقات الموقع