رؤية محمد بن زايد لمواجهة التحديات العالمية

الإفتتاحية

رؤية محمد بن زايد لمواجهة التحديات العالمية

 

مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، في أي مؤتمر أو محفل دولي يمثل إثراء للجهود العالمية برمتها بهدف التعامل الفاعل مع كافة القضايا ومواجهة مختلف التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها، وذلك بفضل رؤية سموه الثاقبة وجهوده ومبادراته الاستثنائية التي تعكس فاعلية دور الإمارات الرائد دولياً ودعمها لكل جهد بناء وقدرتها على استثمار علاقات التعاون والصداقة التي تجمعها مع مختلف الدول لتعزيز العمل الجماعي الهادف والمسؤول كما أكد سموه خلال المشاركة في أعمال “المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة” في العاصمة الإيطالية روما بحضور رؤساء دول وحكومات ومسؤولين معنيين وخبراء وممثلي العديد من المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المعنية، بالقول: “إن المؤتمر يؤكد رغبة دولنا في تعزيز التعاون والتكامل والعمل المشترك بشأن قضية دولية على درجة كبيرة من الأهميةِ والحساسية وهي قضية الهجرة غير النظامية بما يخدم تطلعات الشعوب نحو الاستقرار والتنمية والازدهار”، وذلك تأكيداً لما تشكله “الظاهرة” من أزمة عالمية متنامية تحتاج إلى التعامل بكل جدية مع أسبابها الجذرية لحماية حياة الإنسان ودعم الدول المتأثرة بها بحكم أنها من أكثر الأزمات خطورة في عالمنا المعاصر كما بين سموه بالقول: “إن ظاهرة الهجرة غير النظامية والتي تؤدي إلى خسارة آلاف الأرواح البشرية سنوياً تعد أحد أخطر التحديات التي يواجهها عالم اليوم” ومشدداً على أن: “هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة شاملة تقوم على التنمية والاستقرار بشكل رئيسي لأن التنمية تجلب الاستقرار والسلام .. سواء داخل المجتمعات أو على المستوى الدولي”.

كلمة صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، الشاملة، وإعلان سموه عن مساهمة دولة الإمارات بمبلغ 100 مليون دولار لدعم المشاريع التنموية في الدول المتأثرة بظاهرة الهجرة غير النظامية، تمثل خارطة طريق بغية الوصول لأفضل طريقة ممكنة لمواجهة “الظاهرة” وأسبابها وتداعياتها على مختلف الصعد، والتي بيّن فيها سموه عدد من المسارات اللازمة لتكون النتائج على قدر التطلعات، وتبدأ بالتركيز على التنمية وتكثيف التعاون بين دول المصدر والعبور والاستضافة، وأهمية دعم الجهات الأممية والإقليمية، بالإضافة إلى تشديد سموه على خطورة ظاهرة التغير المناخي بوصفها من أكثر مسببات الهجرة غير النظامية لما ينجم عنها من جفاف وتدمير للمحاصيل وفقر، ومبيناً التطلع لمشاركات فاعلة في مؤتمر الأطراف “كوب28″ لتسريع الجهود الدولية ودعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة”.

تنامي الهجرة غير النظامية مصدر قلق عالمي، فهي تسبب أزمة للدول التي يهاجر شبابها لأنها تفقد طاقاتها ويعرض دول العبور لتحديات كبيرة ويحمل الدول المستضيفة أعباء مضاعفة، ومن هنا فإن الحلول المنتجة يجب أن تستند إلى التنمية وتعزيز السلام والأمن والاستقرار لضمان أوضاع أفضل للحد من “الظاهرة” وإيجاد حاضر أفضل يؤسس للمستقبل المشرق لخير الإنسانية وأجيالها.

 

 


تعليقات الموقع