الإمارات وإثيوبيا.. علاقات تاريخية متنامية
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، الرسمية، إلى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصديقة، على رأس وفد رفيع المستوى، وما واكبها من مراسم ومظاهر احتفالية عارمة احتفاء بالضيف الكبير، وما تخللها من مباحثات مع معالي الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء حول تنمية مختلف أوجه التعاون لخدمة التطلعات المستقبلية، وأهمية الشراكات الفاعلة لتحسين جودة حياة الشعوب وازدهارها، وحضور سموه انطلاق فعاليات “معرض المياه والطاقة” في مجمع المتحف العلمي في أديس أبابا، وما شهدته من توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون.. تشكل محطة متقدمة في مسار البناء على العلاقات التاريخية الراسخة وما تحظى به من سعي مشترك لاستدامة الارتقاء بها لخير وصالح الشعبين كما أكد سموه بالقول: “سعدت بلقاء الصديق آبي أحمد في أديس أبابا.. بحثنا تعزيز العلاقات بين الإمارات وإثيوبيا في مجالات الاقتصاد والاستدامة، وسبل تحقيق أهداف الشراكة التنموية الطموحة بينهما لمصلحة شعبيهما.. بناء جسور التعاون مع مختلف دول العالم نهج الإمارات، من أجل الاستقرار والسلام والازدهار للجميع”.. ومشيراً إلى التقدم النوعي الذي تشهده العلاقات التي تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين والحرص على تنميتها وخاصة في القطاعات الحيوية كالزراعة والأمن الغذائي والطاقة والتجارة والاستثمار الذي يوفر الكثير من الفرص الواعدة والتكنولوجيا وغيرها، وهو توجه مشترك يتم تأكيده في كافة القمم الدورية.
الصداقة الوثيقة بين الإمارات وإثيوبيا تعود لعقود وتتميز برؤى عصرية وشهدت الكثير من الإنجازات التي تعكس متانة العلاقات في قطاعات حيوية كالاقتصاد خاصة أن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، وبلغ حجم التجارة البينية غير النفطية 1.4 مليار دولار في العام 2022، والاستثمارات الإماراتية فيها 2.9 مليار دولار، بالإضافة إلى التعاون في قطاعات عديدة كالثقافة والنقل والمناخ والطاقة حيث أن الإمارات أبرز الداعمين والممولين لمشاريع الطاقة المتجددة في إثيوبيا وتدعم تحقيق تطلعاتها في التنمية إذ بلغت المساعدات المقدمة إلى إثيوبيا 5.05 مليار دولار 89% منها تنموية مع ما يمثله ذلك من داعم لاستقرارها.
الإمارات تحرص على إقامة أفضل العلاقات مع دول العالم، وتولي القارة الإفريقية أولوية كبرى في توجهاتها، وإثيوبيا من الدول التي تجمعها معها علاقات استراتيجية وتحظى بأهمية خاصة لما لها من ثقل في القارة ولدورها الرئيسي في معادلة الأمن الإقليمي في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي كما بيّن صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ومشدداً على أن دولة الإمارات مع كل ما يحقق السلام في القارة الإفريقية وتدعم الجهود الهادفة لتسوية أزماتها من منطلق نهجها الداعم للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم .. كما أكد سموه الترحيب باتفاق مصر وإثيوبيا على التفاوض للتوصل إلى تسوية بشأن ملف سد النهضة.
التعاون المتزايد يدعم زخم التطور المتسارع للعلاقات بين الإمارات وإثيوبيا ويقدم نموذجاً حضارياً يقتدى لما يجب أن تكون عليه الروابط بين مختلف مكونات المجتمع الدولي.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.