غيث إنساني يسابق الزمن
“عملية الفارس الشهم 3″، تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، والتي تتواصل عبر مساراتها الإنسانية المتعددة وما تحققه من نتائج من خلال استجابتها الشاملة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم والحد من تداعيات الأوضاع المأساوية التي يمر بها 2.3 مليون إنسان جراء الحرب الدائرة، تجسد قيم الإمارات النبيلة وما يمثله عمل الخير والعطاء في توجهاتها من ثابت رئيسي ودائم لكل ما فيه خير المحتاجين ضمن مسيرة مستدامة وراسخة من العمل الإنساني، وتعكس مكانة الدولة المشرّفة في طليعة الداعمين الإنسانيين على مستوى العالم، إذ أنها العملية الإغاثية الأكبر من نوعها على المستوى الدولي ويتسارع زخمها لمواجهة ما تسببه أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم في الوقت الحالي، وتشكل نموذجاً ملهماً لما يجب أن يكون عليه العمل، وخاصة أن تنوع الدعم الإنساني لتأمين مختلف الاحتياجات الرئيسية يبين فاعليتها كرافد للحياة عبر إيصال المواد الأساسية ومستلزمات الإيواء للمحتاجين في كافة مناطق غزة وفي أخطر الظروف، ومنها توزيع المساعدات الغذائية على آلاف الأسر النازحة في مدينة خانيونس “وصل العدد إلى 9 آلاف مستفيد”، وذلك لدعمهم وتأمين احتياجاتهم جراء عدم دخول المساعدات وشح الطعام في الأسواق وارتفاع الأسعار جراء الحرب الدائرة وما ينتج عنها من كوارث من ضمنها تعذر حصول السكان على الغذاء.
العالم الذي يواكب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بعد تحوله إلى منطقة غير قابلة للحياة جراء انهيار شبه تام للخدمات بما فيها القطاع الطبي وصعوبة إيصال المساعدات الغذائية ووجود مجاعة حقيقية كما تؤكد تقارير المنظمات الإغاثية الدولية، يدرك الحاجة إلى استجابة جماعية وتشاركاً دولياً لإغاثة سكان القطاع وأغلبهم من الفئات الأكثر تأثراً كالأطفال والنساء، وخاصة مع استمرار عمليات النزوح الداخلي التي تضاعف المعاناة وتتطلب تنسيقاً فاعلاً، وفي الوقت ذاته لا بديل للمجتمع الدولي أن يتحرك من خلال الدبلوماسية والحوار لإنجاز هدنة فورية وشاملة ودائمة وتسهيل وصول فرق الإغاثة الدولية دون عوائق وذلك ضمن مسارات العمل الواجبة، فالوقت عامل شديد الأهمية لتحقق عمليات الإغاثة النتائج المرجوة وهو ما يستدل عليه بشكل جلي من خلال مبادرات وجهود دولة الإمارات التي تسابق الزمن وتعمل عبر فرقها ومتطوعيها لإغاثة المدنيين رغم صعوبة الأوضاع وسعيها لمساعدة أكبر عدد منهم ضمن جهودها الإنسانية في غزة والتي تشكل محطة استثنائية في العمل الإغاثي وعبر ما يتم القيام به من أعمال جليلة سوف تبقى خالدة في وجدان الإنسانية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.