مهرجان ينبض بالتراث

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي: كاتبة إماراتية

 

 

 

مهرجان ينبض بالتراث

 

تشتهر دولة الإمارات باهتمامها بالزراعة في كافة المناطق وتنوع الثمار والمحاصيل الزراعية ومن أهم هذه المحاصيل في فترة الصيف “الرطب” وتتنوع أنواعه حسب نوع شجرة النخيل مما يوفر رطب تمور مميزة عالية الجودة طوال العام وتتم تعبئة هذه التمور وتصديرها لدول العالم نظراً لجودتها وأسعارها التنافسية، ومن أهم المهرجانات التي تعنى بالرطب “مهرجان ليوا للرطب” الذي يقام سنوياً في شهر يوليو ويكمل هذا السنة عشرون عاماً من التألق والنجاح حيث تتطور معروضاته والمشاركين فيه في كل عام، ويعد هذا المهرجان فرصة ليعرض المزارعين وتجار التمور إنتاجهم بشكل مميز وجذاب لتسويقه في مختلف دول العالم،  كما يتم في المهرجان تبادل الخبرات وعرض التجارب الزراعية والتقنيات الحديثة.

والمتعارف عليه أن مهرجانات ليوا في منطقة الظفرة تتميز ببرامجها وأنشطتها وجوائزها القيمة التي تشجع على المشاركة والحضور من مختلف الأعمار والجنسيات إضافة للمزادات الذي يتبارى فيها المشاركين في إبراز أجمل ما لديهم من رطب بطرق عرض مختلفة تثير إعجاب الزوار وفعاليات متنوعة وفرق شعبية وعروض للحرف اليدوية وبرامج تعليمية للأطفال ويضم حوالي 23 مسابقة متنوعة رصدت للفائزين فيها جوائز قيمة، والمهرجان يقام في إطار خطة حكومة أبوظبي لتعزيز مكانة العاصمة أبوظبي كونها عاصمة المهرجانات التراثية والثقافية مما يسهم في تنشيط السياحة الداخلية في كافة مناطقها ويدعم الاقتصاد.

ومن الملاحظ هذه السنة الاهتمام بالجيل الجديد من الأطفال حيث خصصت لهم مساحات أكبر للمشاركة وقضاء وقت جميل خلال فترة المهرجان الأنشطة الترفيهية والمسابقات اليومية على المسرح وقرية الطفل التي تزخر بورش الرسم والتلوين والمسابقات التراثية والألعاب التعليمية والترفيهية لترسخ في نفوسهم حب الزراعة وخاصة أشجار النخيل والتعرف على أنواعها وطريقة زراعتها والاهتمام فيها.

لا شك أن هذا المهرجان العالمي فرصة لترسيخ  أهمية النخلة وإنتاجها من الرطب والتمور وقيمتها في العالم، خاصة لدولة الإمارات وما تنتجه من أجود الأنواع سواء كانت محلية أو خليجية أو عربية، فجميعها تزرع فيها حالياً مما جعلها في الصدارة دائماً بفضل دعم القيادة للمزارعين وتشجيعهم وإقامة مثل هذه المهرجانات لهم، لتسويق منتجاتهم داخل وخارج الدولة، كما أن جهود اللجنة المنظمة كبيرة في هذا المهرجان، وتحرص دائماً على إبراز الحدث بشكل يليق بسمعة الدولة وإبرازه في كافة وسائل الإعلام من خلال  الحفاظ على التراث الإماراتي واستمراريته للأجيال القادمة.

مهرجان يستحق الزيارة في هذه الأجواء الصيفية للترفيه والتسوق وقضاء وقت جميل والاستمتاع بعزف الفرق الشعبية مع الضيافة الإماراتية وعبق المكان الذي يفوح  برائحة العود والبخور المصنوع بأيدي إماراتية.

mariamalmagar@gmail.com


تعليقات الموقع