التقنيات المبتكرة الرائدة ودورها في الارتقاء بمشهد الهجرة وتأشيرات العمل للمواهب العالمية

الإقتصادية

نديم أحمد، مدير أول للتأشيرات والهجرة، نومادك
أدى التحول الرقمي إلى إعادة تشكيل مشهد تنقل الأفراد في جميع أنحاء العالم، وعزز من قدرة الشركات على استقطاب واكتساب المواهب والاحتفاظ بها. يمتد هذا التغير إلى ما هو أبعد من طلبات الهجرة وتأشيرات السفر، فقد أصبح التحول الرقمي عنصراً محورياً للشركات التي تهدف إلى دخول أسواق جديدة أو إلى تعزيز حضورها والتوسع في الأسواق التي تتواجد فيها حالياً، مما يعكس تطوراً جذرياً في استراتيجيات الأعمال في جميع أنحاء العالم. في الربع الأول من عام 2024، شهدت المملكة العربية السعودية زيادة ملحوظة بنسبة 59% في إصدار السجلات التجارية، بينما سجلت غرفة تجارة دبي وحدها أكثر من 19,000 شركة جديدة في نفس الفترة، بزيادة 17.6% عن عام 2023.

يأتي هذا الارتفاع الهائل مدفوعاً بشكل كبير بمعدل تبنّي التقنيات الرقمية. انتعش هذا الاتجاه خلال جائحة كوفيد-19 حيث برزت الحاجة إلى الأنظمة الإلكترونية الرقمية وضرورة وضع تدابير مؤقتة أثبتت فعاليتها، وسرعان ما أصبحت تدابيراً دائمة أدت إلى تغيير كبير في الطرق التي تدير بها الحكومات سياسات الهجرة والتأشيرات وتنظّم تنقل الأفراد. أدت هذه التطورات التكنولوجية إلى تبسيط إجراءات التأشيرات، مما مكن الشركات من إدارة برامج التنقل العالمية الخاصة بها بشكل أكثر كفاءة.

اعتماد الحكومات للأنظمة الرقمية أونلاين
تستفيد الحكومات في جميع أنحاء العالم من الأنظمة الرقمية أونلاين لتبسيط الإجراءات الإدارية بشكل كبير، وبالتالي تعزيز كفاءة خدماتها بشكل عام. على سبيل المثال، استبدلت دولة الإمارات العربية المتحدة التأشيرات المطبوعة في جوازات السفر بتأشيرات إلكترونية للإقامة الإلكترونية وبطاقات الهوية الإماراتية. كان لهذا التحول تأثير إيجابي على كل من الشركات والمواهب على حد سواء، حيث أزال الحاجة إلى التفاعلات الشخصية، وحسّن الشفافية عند تقديم الطلبات، وأدى إلى معالجة أسرع وأكثر دقة للمعاملات. نتيجة لذلك، أصبحت الوجهات التي تتبنى هذه التقنيات أكثر جاذبية للشركات التي تسعى إلى توظيف المواهب ذات المهارات العالية، مما يسمح للشركات بالتركيز بشكل أكبر على أهدافها الاستراتيجية.

الارتقاء بعملية توظيف وإعداد المواهب الجديدة
يؤدي استخدام تقنيات التأشيرات المصممة خصيصاً للشركات التي تدير قوى عاملة تضم مواطنين أجانب إلى الارتقاء بعملية توظيف وإعداد المواهب الجديدة وبالتالي تعزيز كفاءة التكلفة والوقت بشكل كبير. من خلال تحسين إجراءات التوظيف والإعداد باستخدام التقنيات المتقدمة، خاصة الإجراءات المتعلقة بتأشيرات العمل، تقلّل الشركات من الأعباء الإدارية وتسهّل الانتقال السلس للموظفين الجدد، مما يساهم في تعزيز الأداء على مستوى الأفراد والمؤسسة. يمنع التقييم الفعال قبل التوظيف وتقييم الجاهزية أي تأخير يمكن تجنبه، وبالتالي الحفاظ على الوقت والموارد.

العمل في بيئة أكثر امتثالاً للقوانين والأنظمة
تساهم التقنيات المرنة وبرامج التأشيرات بتمكين الشركات من التنقل بفعالية بين اللوائح العالمية وتقليل مخاطر العقوبات المكلفة وغيرها من المضاعفات القانونية. مع إعادة تشكيل مشهد السفر للأعمال وتقنيات تأشيرات العمل، تؤثر متطلبات الامتثال المتزايدة بشكل كبير على الشركات والموظفين. تتطلب ثقافة الامتثال هذه اتباع نهج منظم ومحكم فيما يتعلق بالالتزام ومساءلة أصحاب العمل. تساعد مواكبة القوانين والسياسات المتطورة وتنفيذ تدابير الامتثال بصورة استباقية على حماية المصالح المالية للشركات والمحافظة على نزاهتها واستمرارية أعمالها. ينبغي على الشركات إجراء عمليات تدقيق منتظمة للتحقق من الامتثال، بما في ذلك الفحوصات الطبية، واختبارات التحمل النفسي للتأكد من الالتزام بالمتطلبات القانونية، بما في ذلك القوانين الخاصة بالإقامة.

استقطاب المواهب والاحتفاظ بها
لقد أثر التحول نحو نماذج العمل عن بعد ونظام العمل الهجين بشكل عميق على استقطاب المواهب العالمية. يعد الوصول إلى مجموعة من المواهب ذات المهارات العالية أمراً بالغ الأهمية حيث من المتوقع أن يؤدي نقص المواهب إلى 85 مليون وظيفة شاغرة و 8.5 تريليون دولار من الإيرادات المفقودة بحلول عام 2030. أصبحت البلدان التي تتمتع بأنظمة مرنة للهجرة والتأشيرات، وبنية تحتية تكنولوجية موثوقة، وأنظمة تأشيرات فعالة، وجهات مفضلة للمواهب المتمكّنة. وفقاً لمخرجات تقرير فراغومين حول اتجاهات الهجرة العالمية لعام 2024 تُعتبر أنظمة الهجرة المبسطة في تلك البلدان أساسية لاستمرارية الأعمال حتى في أوقات الأزمات. تتصدّر برامج الإقامة طويلة الأجل مثل التأشيرة الذهبية في الإمارات العربية المتحدة والإقامة المميزة في المملكة العربية السعودية هذه الاستراتيجيات، كما أنها تشجع الابتكار والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي.

الاستفادة من التقنيات المتطورة لإجراءات التأشيرات
تستفيد الشركات بشكل متزايد من التقنيات المتقدمة مثل حل نومادك الذي صممته فراغومين للامتثال لقوانين الهجرة وتأشيرات العمل على المدى القصير لتبسيط إجراءات إصدار التأشيرات. تلجأ الشركات إلى هذا الخيار الرائد لضمان الامتثال للوائح السفر العالمية وتسريع عملية توظيف المواهب، مع الحدّ من التدخل اليدوي وتسريع إجراءات التأشيرات ككل. بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الأدوات في مراقبة رسوم تقديم الطلبات، مما يوفر للشركات ميزة تنافسية في الوصول بسرعة وبتكلفة فعالة إلى أفضل المواهب.

التخطيط للطوارئ
تنجح الشركات التي تبادر بتبني استراتيجيات مرنة لتأشيرات العمل، مثل خيار العمل عن بعد، ونظام العمل الهجين، ونقل المواهب التابعة لها لمواقع أخرى، في تقليل الاضطرابات التشغيلية خلال الأزمات. هذه الاستراتيجية المستقبلية التي يديرها متخصصون وخبراء في مجالاتهم تمكّن الشركات من إدارة منظومة تنقل المواهب بشكل أكثر فعالية، مما يضمن سرعة الحركة والمعرفة بآخر التطورات ويساهم في كفاءة التكلفة واستمرارية الأعمال.

تُعتبر البرامج العالمية المعنية بتحسين حرية الأفراد على الانتقال بين البلدان أدوات فعالة للشركات التي تهدف إلى تطوير ورعاية أصولها الأكثر قيمة – القوى العاملة لديها. من خلال تحسين العمليات، والارتقاء بإجراءات التأشيرات وتبني التقنيات المتقدمة، تنجح الشركات في تبسيط عملياتها، وتحسين فعالية التكلفة واستقطاب أفضل المواهب.


تعليقات الموقع