أكد الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي، رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة، أن البيانات ساهمت بشكل كبير في دعم الأمن الغذائي بدولة الإمارات، لاسيما في المشاريع التي نفّذتها الدائرة، حيث كان لها دور كبير في توفير 40% من مياه الري، المستخدمة في زراعة القمح بالشارقة، لافتاً إلى أن تجربة البيانات في الأمن الغذائي أثبتت فاعلية وحققت دفعة كبيرة في رفع مؤشر الأمن الغذائي في البلدان التي تعاني من جفاف التربة وشح المياه.
جاء ذلك خلال خطاب ملهم بعنوان “مزارع مليحة: الأمن الغذائي المستدام من خلال البيانات”، ضمن فعاليات الدورة الأولى من المنتدى الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية، والذي تنظمه دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية تحت شعار “معايير تصنع التغيير”، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، على مدار يومي 9-10 أكتوبر الجاري.
البيانات والقمح
وقال الطنيجي: “حققت مؤسسة (اكتفاء) للإنتاج الزراعي نجاحات كبيرة بإنتاج دقيق سبع سنابل وحليب مليحة، والفضل الرئيسي في ذلك يعود إلى الرؤية والخبرة العلمية والأكاديمية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ ففي مرحلة دراسة المشروع الرائد في مجال الأمن الغذائي وتنمية الثروة الحيوانية، واجهتنا تحديات كبيرة، خاصة ما يرتبط بالمناخ الحار للمنطقة، وكمية المياه المطلوبة، إلا أن الاعتماد على البيانات الموثوقة حقق نقلة نوعية في نجاح هذا هذا المشروع الحيوي”.
وأضاف: “التقييمات التي وصلتنا كانت سلبية وزعمت بأنه لا يمكننا زراعة القمح، لكن اعتمدنا على البيانات لمعرفة تجارب القمح الحديثة وأي البذور يمكن زراعتها في الإمارات؛ فحصلنا على بذور قادرة على التكيف مع البيئة في الإمارات”، مشيراً إلى أنه تم الاعتماد على منصة تستخدم تقنية التصوير الحراري عبر الأقمار الصناعية وهذه المنصة تتيح البيانات للتنبؤ بالمحاصيل، بحيث تعطينا كم حبّة تحتاجها المزرعة ووزن الحبة الواحدة ومستوى نضجها، وكذلك المجسات في التربة وهل الحقل اكتفى بالري أو لم يكتفِ، ما أسهم في توفير 40% من مياه الري، وهذا انعكس إيجابا على تجربة زراعة القمح.
القلادة الإلكترونية للأبقار
وحول مزرعة ألبان مليحة، قال الطنيجي: “مشاريع الأمن الغذائي في الشارقة هي الوحيدة التي تنتقل بالغذاء إلى الطبيعة والأصالة من مراحله البدائية لاختيار السلالات حتى المرحلة النهائية للمنتج، فحليب مليحة لم يُنزع منه شيء ولم يُضف إليه شيء”.
وكشف أنه تم الاعتماد على تقنية “القلادة الإلكترونية للأبقار”، وهي مبنية على معلومات مسبقة وتساهم في تحليل البيانات واتخاذ قرار سليم؛ إذ تراقب درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب والأنشطة اليومية والتنبؤ بالأمراض بما يساعد على الوقاية الاستباقية والتحصين المبكر من الأمراض، كما تتبع الدورة الإنجابية بما يساهم في زيادة عدد المواليد ومن ثم كمية الإنتاجية اليومية، وأيضاً تحليل سلوك الأبقار لمعرفة ما إذا كانت تعاني من مشكلة نفسية أو صحية يمكن علاجها.
وفي السياق ذاته، استضاف اليوم الأول من المنتدى جلسة بعنوان “ممارسات محلية مستدامة تغير خارطة الأمن الغذائي العالمي”، بمشاركة نعمة العبودي رئيسة قسم الدراسات والتخطيط في دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وحمد الجناحي، رئيس قسم البرمجة في الدائرة. وتناولت نعمة العبودي خلال الجلسة مفاهيم رئيسية حول الأمن الغذائي، مؤكدةً دور الأفراد والمجتمعات وأفضل الممارسات التي تدعم الجهود العالمية لتحقيق الأمن الغذائي. أما حمد الجناحي، فاستعرض أحدث برامج الدائرة، التي توفر بيانات هامة لبحوث إمارة الشارقة، وتم تطويرها بناءً على الرؤى التي تم جمعها خلال تعداد 2022.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.